ندوة بعنوان ” الفن المصري بين الواقع والمأمول” ينظمها المكتب الثقافى المصرى بلندن
كتب:سعيد سعده
أقام المكتب الثقافي المصري بلندن ليلة ثقافية شملت ندوة بعنوان ” الفن المصري صلة بين السماء والأرض الواقع والمأمول”، وكذلك ورشة عمل وذلك برعاية السفير/ شريف كامل سفير مصرفي المملكة المتحدة، واستضافت الندوة وورشة العمل الفنان / عبد الرحيم كمال – الروائي والسيناريست، وذلك بمقر المكتب الثقافي المصري بلندن.
افتتحت الندوة الدكتورة/ رشا كمال – الملحق الثقافي ومدير البعثة التعليمة في المملكة المتحدة وايرلندا، ورحبت في بداية كلمتها بالسادة الضيوف، وتحدثت في كلمتها عن كون الفن هو بالفعل حلقة وصل بين السماء والأرض. فلا توجد رسالة او هدف أعظم من ربط السماء والارض حيث ان هذه الرسالة لها خصوصية ذات طابع مميز ، وأعربت عن تطلعها الى مشاركة هذه الرؤية مع الحضور المميز من السادة المهتمين بالأدب والثقافة.
كما أكدت د. رشا كمال أن الفن ليس للترفية فقط بل يعد سبيل لتهذيب النفوس وتنمية الملكات العقلية والابتكارية إذا ما وضعت في مسارها الصحيح، مشيرة لدور الفن في بناء وتكوين شخصية الإنسان.
وتناولت الندوة الحديث عن قبول الآخر حتى مع الاختلاف ، فكل المجتمعات حالياً متنوعة ومتعددة الثقافات ، يجب أن يتقبل كل فرد دائمًا اختلاف غيره وليس الرفض والنقد، وذلك من خلال تنمية الوعي الذاتي الثقافي، وتعلم كيفية تقدير وجهات نظر الآخر المختلفة.
وناقشت الندوة فكرة وعي المرء والإرتقاء بهذا الوعى كعنصر أساسي في المنظومة الثقافية ، والى جانب ذلك وبالتوازى معه تأتى الضرورة الأساسية لمعالجة معرفة الحياة والدين من أجل تعزيز مفاهيم ومعتقدات الفرد ، والتي كانت بؤرة اهتمام رئيسية تناولها الكثير من الادباء بل وحتى القيادات السياسية.
وتناولت الندوة نماذج من أعمال السيناريست عبد الرحيم كمال والتي نجحت في تجسيد الفن كحلقة وصل بين الارض والسماء، ونالت أعماله اشادات واسعة كل على كافة الاصعدة الفنية والسياسية، وذلك بمجال الدراما التلفزيونية.
ومن أبرز أعمال السيناريست عبدالرحيم كمال الأولي : فيلم “على جنب يا أسطى” ، إلى جانب الأعمال الدرامية الحديثة مثل ( أهو ده اللي صار ، الخواجة عبدالقادر، نجيب زاهي زركش، القاهرة / كابول، وفيلم الكنز) بالإضافة إلى العديد من الروايات والأعمال الادبية، وقام بالمشاركة في أعمال السيناريست عبد الرحيم كمال مجموعة مميزة من نجوم الفن من أجل جعل إبداعاته تنبض بالحياة بأكثر الطرق تأثيراً.
وقد تم الاحتفاء بمواهب الفنان عبدالرحيم كمال طوال حياته المهنية ، وحصل على العديد من الجوائز، بما في ذلك الحصول على لقب أفضل سيناريو عربي عن مسلسله “الخواجة عبد القادر” ، فضلاً عن كونه عضوًا في اتحاد الكتاب ونقابة السينمائيين.
ومن جانب اخر قام المكتب الثقافي المصري بلندن بتنظيم ورشة العمل وقد اختار لها عبد الرحيم عنوان ” ظهور أرنب أليس ومتى تهمس الشخصية بأسمها ” في إشارة إلى هذه الشخصية الكرتونية الشهيرة التي عرفناها جميعًا وكيف أن ظهور أرنب اليس دائما ما ارتبط بظهور حكاية جديدة ودخول عالم لشخصية يروى لها الارنب قصتها ، كما أنه من الملاحظ أن الأرنب دائمًا في عجلة من أمره ممسكًا بالساعة، وهذا إشارة إلى عنصر الزمن وما يحمله من شخصيات كل منها لها حكاية ترتبط بفكرة ما وعبرة مقتبسة .
علاوة على ذلك فقد كان من محاور ورشة العمل أسلوب رسم الشخصية وفقاً للإيقاع الحقيقى وأهميته في العمل الفنى، حيث أكد الفنان عبدالرحيم كمال على أن الحوار المتميز ليس بالكم ولكن بالكيف وأن الحوار المعيب هو مجرد ثرثرة لا تترك انطباع في النفس البشرية والعبرة في كتابة السيناريو هي ” من ينطق ماذا ومتى ” وهذا ما يجعل العمل الفني جزء من ذكرى المشاهد أو القارئ .
وقد أشار الفنان السيناريست إلى الروائي العالمي وليم شكسبير وكيف أن أدب شكسبير هو أدب لكل العصور ، تراث انسانى لا علاقة له بالجنسية أو الدين وانما يتناول أفكار ومبادئ وقيم في الطبيعة البشرية بوجه عام .
ولفت الفنان عبدالرحيم كمال لدور القراءة في تكوين الشخصية بوجه عام وشخصية الكاتب على وجه الخصوص فهذا هو الرصيد الذى يرتكز اليه الفنان في تصورة للشخصيات الدرامية وقدرته على ربطها بشخصيات على أرض الواقع، ليشعر كل من يقرأ أو يشاهد العمل الدرامي أن هذه الشخصيات من حوله أو جزءًا من حياته، وهو ما يطلق عليه “الإسقاط” في العمل الفني .
واخيرا ناقش الفنان منظور “الأبيض والأسود” مشيرًا إلى أن الطبيعة البشرية لا يمكنها على الدوام وبشكل دقيق الجزم عن كون الشئ في منطقة الأبيض أو الأسود وأن كثير من الأمور المتعلقة بالطبيعة البشرية تقع في المنطقة الرمادية ، في تأكيد منه على نبذ التطرف في الحكم على الأمور وأن الأشياء لا يجب أن تكون على طرفى النقيض وإنما هناك مجال للوسطية التي تتسع الكثير من الأفكار أفضل من كون الشئ يقع على طرفى العصا .
واقد اتسمت فعاليات الندوة وورشة العمل بالتفاعل وإعمال العقل من جانب الفنان السيناريست والجمهور المشارك المهتم بالقضايا الثقافية والأدبية .
وفي ختام الليلة الثقافية قدمت الدكتورة رشا كمال درع المكتب الثقافي للسيناريست عبدالرحيم كمال تكريمًا له لدوره في اثراء الفن المصري ووالعربي بالعديد من الأعمال المتميزة.