مرحلة «عصر الاضمحلال» تنبؤات تحدث الآن في وصية أستاذي ومعلمي/ الدكتور العالم الشهيد راهب العلم “جمال حمدان” يقول جمال حمدان في مذكراته الخاصة… مصر اليوم إما القوة وإما الموت…؟!
وإن لم تحقق مصر، قوة عظمى تسد المنطقة بأسرها، فسوف “يتداعى عليها الجميع يوما ما” كالقصعة “أعداء وأشقاء وأصدقاء وجيرانا من المحيط الجغرافي. ويقفون هم يتفرجون في حياد كاذب في انتظار العزاء بعد الوفاة… ولكن رغم مرضها المزمن من الأمراض المتوطنة لن تموت وقد تحارب مصر يوما ما عسكريا في أعالي النيل وفي أثيوبيا والسودان ثم إسرائيل ثم عرب البترول ثم تركيا وإيران… وحين نقول مصر القوية، فنحن نقصد مصر القوية العزيزة الكريمة، في الخارج والداخل والقوة وحدها على خطورتها لا تكفي، فالصوت في الغناء، لا تكفيه القوة. بل لا بد من ثنائي القوة والجمال مصر القوة والجمال- هذا ما نريد. والقوة هي التحرر الوطني والسيادة الوطنية والعزة القومية ونفى التبعية والاستعمار والصهيونية وإسرائيل… أما الجمال: فهو عزة الإنسان المصري في دولته القوية، دولة” العدالة، والمساواة “، وإعادة توزيع الملكية والدخل… هكذا مصر: تأخذ وتعطى… تؤصل وتوصل… رحم الله هذا العبقري الراهب في محراب الوطنية المصرية الذي رأى بالفراسة ما عجز عنه أهل السياسة فرحل في ظروف غامضة وقلمه يكتب عن عشقه لمصر الزمان والمكان…!!
وفي ظل الوضع الراهن المأساوي التي تعيشه مصر اليوم في كل المجالات بعد رحيل جيل من العمالقة ربما لا تعرفها الأجيال الحالية أو حتى سمعوا عنه بعد أن تصدرت المجالات الأدبية والثقافية والفنية والاجتماعية في مصر حاليا، مجموعة من ذوي العاهات” السيكوباتية “والاضطرابات النفسية مثل شيوخ الفتاوى، وكل من يلتحف بعباءة الدين والتقوى. وكل من يبحث عن دور داخل المجتمع…
وأيضا من الذين قفزوا على المشهد الإعلامي من الكتاب والصحفيين ومقدمي ومقدمات البرامج التلفزيونية، وغيرها في مواقع التواصل الاجتماعي، بينما أولئك وهؤلاء لا يعرفون أن الفاعل هو اسم مرفوع، وأن المفعول به يكون منصوبا بالفتحة أو بحرف الياء، وغيرها من قواعد اللغة العربية في النحو والصرف لا أعتقد أن أيا من شباب الجيل الحالي يعرف أو حتى سمع عن الشخصيات التي أثرت الحياة الأدبية والثقافية والسياسية والعلمية، وأيضا الفنية والإبداعية من فنون الموسيقى والتلحين والغناء والرسم والتصوير والتمثيل، وغيرها من المجالات التي نبغت وبرعت وأبدعت فيها هذه الأجيال من العمالقة في العصر الحديث، وتحديدا منذ بدايات القرن العشرين. كما لا أعتقد، ولا حتى أتخيل أن أي أحد يستطيع أن يملأ الفراغ الكبير الذي تركه مثل هؤلاء العظام بعد رحيلهم؟! فعلي سبيل المثال ……
على ساحة الدعوة والدين:
الشيخ محمد عبده، أحمد حسن الباقوري، الشعراوي ، الغزالي ، محمد السيد طنطاوي، الشيخ جاد الحق وغيرهم ..!؟
على ساحة الأدب والرواية والقصة والنقد… عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين، عباس محمود العقاد، أحمد لطفي السيد، والدكتور محمد حسين هيكل صاحب أول قصة في السينما المصرية” زينب “مصطفى المنفلوطي، نجيب محفوظ، يحيى حقي، سلامة موسى، محمد عبد الحليم عبد الله، محمود تيمور، محمد مندور، يوسف السباعي، أمين الخولي، الدكتورة سهير القلماوي، مفيدة عبد الرحمن، الدكتورة عائشة عبد الرحمن” بنت الشاطئ “، والدكتور مصطفى محمود،احمد بهاء الدين ..
أمين يوسف غراب، يوسف جوهر، وغيرهم… وعلي ساحة الفنون الإبداعية مثل الموسيقى والتلحين والغناء والتأليف: الشيخ سيد درويش، محمد عبد الوهاب، أم كلثوم، عبد الحليم حافظ ،فريد الأطرش. ، سعاد حسني .،نجاة الصغيرة ،فايزة أحمد. ،شادية ،صباح وردة… محمد القصبجي، رياض السنباطي، الشيخ زكريا أحمد، أحمد رامي، بيرم التونسي، حسين السيد، مأمون الشناوي، كامل الشناوي، محمد الموجي، وسيد مكاوي وغيرهم الكثير مما لا يتسع المجال هنا لذكرعلى ساحة السينما والمسرح والتمثيل والإخراج:
يوسف وهبي، أمينة رزق، فاتن حمامة، زكى رستم، حسين رياض، عبد الوارث عسر، سليمان بك نجيب، فردوس محمد، نجيب الريحاني، عبد السلام النابلسي، إسماعيل ياسين، إستفان روستي، محمود المليجي،يحي شاهين، فريد شوقي، توفيق الدقن، أنور وجدي، عبد الفتاح القصري، عمر الشريف. محمود مرسي وعبداللة غيث. زينات صدقي، سراج منير، بركات، أحمد بدرخان، صلاح أبو سيف، يوسف شاهين . وغيرهم الكثير على الساحة الإعلامية في الإذاعة والتليفزيون:
محمد زكى عبد القادر صاحبا” نحو النور “، على أمين و” فكرة “، مصطفى أمين. ومحمد حسنين هيكل ومحمد عودة
و” قبلات وصفعات “، فكري أباظة، محمود أمين العالم، عبد الرحمن الشرقاوي، زكى نجيب محمود، أنيس منصور، وغيرهم ممن لا تعييهم ذاكرتي الآن أتذكر هؤلاء الرواد العمالقة كلما أسمع أو أشاهد أولئك المدعين الذين دخلوا خلسة من أبواب المنتجين من تجار الخردة في وكالة البلح، وبأموالهم القذرة، إلى عالم السينما من أمثال محمد مختار ونادية الجندي التي تارة تقوم بدور” عالمة الذرة “، وتارة نجدها قد” هزت عرش مصر “، ومرة تقضي” 48 ساعة في تل أبيب “لكي تهزم بمفردها” الموساد “الذي هو جهاز المخابرات الإسرائيلي؟!
وها هي تظهر علينا مؤخرا في ثياب الواعظة الدينية التي تنصح بالتقرب إلى الله لكي تنصلح أحوالنا هؤلاء ومعهم السبكي وأمثاله، ومعهم كلهم وقبلهم” صفوت الشريف “الذي حكم جهاز الإعلام بقبضة حديدية لعدة عقود هؤلاء وغيرهم من أسماء أصحاب السوابق الذين دخلوا إلى كل المجالات الإبداعية في كل أبوابها وصنوفها ودروبها، وأفسدوها بكل ما هو عفن وسيئ وهابط، وقضوا على عقول أجيال من الكبار قبل الصغار من الذين مشوا ورائهم وصدقوهم السيكوباتية من أمراض نفسية. نعم هم الآن يتصدرون المشهد…إننا نعيش حالة من الفوضى تشبه بردية الحكيم المصري القديم «إيبور»،
تؤرخ البردية لمرحلة قاسية في التاريخ المصري القديم حوالي سنة 2180 ق. م، بعد انتهاء الأسرة السادسة وزوال الدولة القديمة التي وصلت لأعلى درجات المجد في عصر بناة الأهرام، حيث مرت مصر بعقود من الفوضى تصفها البردية بكثير من التفصيل وببلاغة أدبية عالية؛ حيث يقول الحكيم إيبور: «أصبحت البلاد ملأى بالعصابات حتى أن الرجل كان يذهب ليحرث أرضه ومعه درعه، وشحبت الوجوه وكثر عدد المجرمين ولم يعد هناك رجال محترمون. وفقد الناس الثقة في الأمن. وعلى الرغم من فيضان النيل فقد أحجم الفلاحون عن الذهاب لفلاحة أرضهم خشية اللصوص وقطاع الطرق».
كما صارت القلوب رجفة ثائرة، خاصة بعد انتشار الوباء في كل الأرض، والدم أريق في كل مكان، وكثر عدد الموتى حتى أصبحت جثثهم من الكثرة بحيث استحال دفنها، ولذلك فإنها ألقيت في الماء كالماشية الميتة، وأصبح أصحاب الأصل الرفيع مفعمين بالحزن، وصارت الأرض تدور كعجلة الفخاري تعيد تشكيل ملامح الحياة، وبات اللص صاحب ثروة، وتحول النهر إلى بحر دماء عافتها النفوس وأصيبت التماسيح بالتخمة بما التهمت من جثث وقضي على الضحك، فلم يعد يسمع صوته على الإطلاق، بينما أخذ الحزن يمشي في طول البلاد وعرضها ممزوجا بالأسى، وكره الناس الحياة حتى أصبح كل واحد منهم يقول: يا ليتني مت قبل هذا. وعم الظلم والمرض والفوضى البلاد، وأصبح الرجل يقتل أخوه من أمه، والطرق شائكة، فاللصوص يكمنون في الحشائش حتى يأتي المسافر في ظلام الليل ليسلبوا منه حمله ويسرقون ما عليه، ثم يضربونه بالعصي حتى يقطع نفسه ثم يذبح ظلما…
ويقول الباحثون إن هذه البردية تلخص الحالة التي حدثت في مصر أثناء فترة ما يسمى «عصر الاضمحلال» بعد وفاة الملك بيبي الثاني، والذي جلس على عرش مصر 94 عاما، وفقدت مصر بعده وحدتها، وجرى تقسيم أقاليمها، ودام ذلك حوالي 80 سنة حتى جاءت سلالة جديدة منإننا نعيش حالة من الفوضى تشبه بردية الحكيم المصري القديم «إيبور»،
تؤرخ البردية لمرحلة قاسية في التاريخ المصري القديم حوالي سنة 2180 ق. م، بعد انتهاء الأسرة السادسة وزوال الدولة القديمة التي وصلت لأعلى درجات المجد في عصر بناة الأهرام، حيث مرت مصر بعقود من الفوضى تصفها البردية بكثير من التفصيل وببلاغة أدبية عالية؛ حيث يقول الحكيم إيبور: «أصبحت البلاد ملأى بالعصابات حتى أن الرجل كان يذهب ليحرث أرضه ومعه درعه، وشحبت الوجوه وكثر عدد المجرمين ولم يعد هناك رجال محترمون. وفقد الناس الثقة في الأمن. وعلى الرغم من فيضان النيل فقد أحجم الفلاحون عن الذهاب لفلاحة أرضهم خشية اللصوص وقطاع الطرق».
كما صارت القلوب رجفة ثائرة، خاصة بعد انتشار الوباء في كل الأرض، والدم أريق في كل مكان، وكثر عدد الموتى حتى أصبحت جثثهم من الكثرة بحيث استحال دفنها، ولذلك فإنها ألقيت في الماء كالماشية الميتة، وأصبح أصحاب الأصل الرفيع مفعمين بالحزن، وصارت الأرض تدور كعجلة الفخاري تعيد تشكيل ملامح الحياة، وبات اللص صاحب ثروة، وتحول النهر إلى بحر دماء عافتها النفوس وأصيبت التماسيح بالتخمة بما التهمت من جثث وقضي على الضحك، فلم يعد يسمع صوته على الإطلاق، بينما أخذ الحزن يمشي في طول البلاد وعرضها ممزوجا بالأسى، وكره الناس الحياة حتى أصبح كل واحد منهم يقول: يا ليتني مت قبل هذا. وعم الظلم والمرض والفوضى البلاد، وأصبح الرجل يقتل أخوه من أمه، والطرق شائكة، فاللصوص يكمنون في الحشائش حتى يأتي المسافر في ظلام الليل ليسلبوا منه حمله ويسرقون ما عليه، ثم يضربونه بالعصي حتى يقطع نفسه ثم يذبح ظلما.
ويقول الباحثون إن هذه البردية تلخص الحالة التي حدثت في مصر أثناء فترة ما يسمى «عصر الاضمحلال» بعد وفاة الملك بيبي الثاني، والذي جلس على عرش مصر 94 عاما، وفقدت مصر بعده وحدتها، وجرى تقسيم أقاليمها، ودام ذلك حوالي 80 سنة حتى جاءت سلالة جديدة من الملوك الأقوياء الذين أعادوا النظام والأمن إلى مصر، وبدأت معهم مرحلة حكم الدولة الوسطى في التاريخ الفرعوني، وهو المعروف باسم «عصر الرخاء»، الذي تميز بالرفاهية الشديدة والتقدم في جميع مجالات الحياة… هكذا هو حالنا الآن كما جاء في البردية…!!
محمد سعد عبد اللطيف “
كاتب مصري وباحث في علم الجغرافيا السياسية” ” ‘ الملوك الأقوياء الذين أعادوا النظام والأمن إلى مصر، وبدأت معهم مرحلة حكم الدولة الوسطى في التاريخ الفرعوني، وهو المعروف باسم «عصر الرخاء»، الذي تميز بالرفاهية الشديدة والتقدم في جميع مجالات الحياة… هكذا هو حالنا الآن كما جاء في البردية…!!