فى ذكرى رحيل سيدة الغناء العربى.. كيف عبر الناس عن أحزانهم على أم كلثوم فى وفيات الأهرام؟
كانت الساعة الرابعة والنصف بعد عصر 3 فبراير 1975 حين توقف قلب سيدة الغناء العربي أم كلثوم، وصعدت روحها إلى بارئها، تاركة إرثا عظيما من الغناء وحزنا مقيما في قلوب الملايين من المحيط إلي الخليج العربي، وإذا كان الحديث لم ينقطع قبل رحيلها وبعده عما قدمته من عطاء فنى وإنسانى ووطنى وقومي استثنائي، فإنني أتناولها هذه المرة بقراءة ما ذكره الناعون لها على صفحات الوفيات بجريدة الأهرام، بدءا من اليوم التالي لوفاتها “4 فبراير 1975” إلي أن وجهت أسرتها الشكر للجميع يوم 9 فبراير.
2
خصصت الأهرام يوم 4 فبراير 1947، الصفحة التاسعة للوفيات، وعلي العمودين الثالث والرابع بطول نصف الصفحة نشر الناعون كلماتهم الحزينة، وتصدر إعلان أونعي الأسرة المساحة الأكبر، واستهل بتعريفها بألقابها التي حصلت عليها طوال مسيرتها، كما نعرف الشبكة العائلية لها من خلال أسماء المذكورين في النعي الذي يبدأ نصا:”في رحاب الله..فقيدة مصر والوطن العربي..كوكب الشرق ..فنانة الشعب.. سيدة الغناء العربي..صاحبة العصمة السيدة أم كلثوم”.
يذكر النعي جانبا من الشبكة العائلية لأم كلثوم، قائلا :”حرم الدكتور حسن الحفناوي، وشقيقة كل من المرحوم خالد إبراهيم ووالدة الدسوقي إبراهيم الدسوقي، والمهندس محمد الدسوقي وممدوح الدسوقي ورفعت الدسوقي، وحرم وجدان طاهر وحرم المرحوم علي الكاشف وعمة وخالة صلاح خالد وإبراهيم خالد وسمير خالد وعدلي خالد وحرم المرحوم عبد الباعث الدسوقي، وحرم محمد الحديدي وحرم ممدوح الدسوقي وحرم المقدم خالد عبدالنبي وحرم المهندس سيد موافي، وخالة وعمة والد ووالدة كل من عمرو الدسوقي وحرمه ووجدي طاهر وحرمه وإبراهيم عبدالمنعم ومدحت الدسوقي، وأحمد وجدان والنقيب ماهر الكاشف والدكتور معتز عبد الباعث، وعزة عبدالباعث ومحسن الحديدي وأخوته، وقريبة ونسيبة عائلات البقري وعابد والكاشف وطاهر وأحمد فؤاد ومحي الدين عبدالله وحسن السيد”.
3
الملاحظ في إعلان أونعي الأسرة أنه لم يذكر والد ووالدة أم كلثوم، ولا اسم قريتها “طماي الزهايرة” مركز السنبلاوين، محافظة الدقهلية، ولم يمد شبكتها العائلية إلي أبناء عمومة أو أخوال أوآخرين من أقارب الدرجة الأولي التي تذخر بها مثل هذه الحالات عند الآخرين، كما تجاهل ذكر موطن العائلات التي تمت لها بصلة قرابة ونسب.
نقطة أخري تجاهلها النعي وهي ذكر لقب “سيدة مصر الأولي” الذي حازت عليه أيام الرئيس جمال عبدالناصر، بما يبدو أن له علاقة بأن هذا اللقب انتقل إلي زوجة الرئيس السادات السيدة جيهان، أما الألقاب المذكورة فلكل منها قصة تعكس طبيعة عصر كل لقب، وإذا كان لقبا “فنانة الشعب” و”سيدة الغناء العربي”، عبرا عن توجهات الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي الشعبية، والعروبية، فإن لقب “كوكب الشرق”، يعود إلي ظروف تذكرها الكاتبة الصحفية زينب عبد اللاه في مقالها “47 عاما علي وفاة أم كلثوم، اليوم السابع، 3 فبراير 2022، قائلة، أن “الآنسة” أم كلثوم ووفقا لمؤرخين زارت القدس عام 1928 وغنت على مسرح «عدن» أمام جمهور غفير من عشاق الطرب والشعر العربي القديم، وتم الإعلان عن حضورها يسبقها لقب”فاتنة الجماهير ومطربة الشرق الوحيدة”، ثم انطلقت إلي حيفا عبر القطار لتحيي حفلتين، الأولى في شارع الملوك والثانية علي مسرح الإنشراح الذي صعدت عليه سيدة حيفاوية تدعى أم فؤاد وقالت لأم كلثوم :”أنت كوكب الشرق بأكمله”، لكن “عبداللاه” تنقل رواية أخري وهي، أن”أم فؤاد” أطلقت هذا اللقب على أم كلثوم فى زياراتها لفلسطين عام 1946، بعد أن غنت أغنية «أفديه إن حفظ الهوي”.
أما لقب “صاحبة العصمة” فكان أثناء حفلها بالنادي الأهلي يوم 17 سبتمبر 1944، وفاجأها الملك فاروق بحضوره، ويذكر مستشاره كريم ثابت في الجزء الثاني من مذكراته “ملك النهاية..فاروق كما عرفته”، أنه بعد انتهائها من الغناء، استدعاها الملك ليصافحها، فقبلت يديه، وأبلغها أحمد حسنين باشا، رئيس الديوان، بأن الملك أنعم عليها بالنيشان الملكى، وصعد مصطفى أمين إلى الميكروفون ليذيع نبأ منحها «النيشان» قائلا: «منح الملك المحبوب فاروق الديمقراطى حفظه الله نيشان الكمال إلى الآنسة أم كلثوم»
نقلا عن اليوم السابع