فكرى زياده يكتب .. إمام الدعاه

 

لم يكن الشيخ محمد متولي الشعراوي نبيا مرسلاً ، كما لم يكن معصوما من الإختلاف و الخلاف و المراجعة ، لكنه كان واحداً من أهم و أبلغ و أكفأ الدعاة ، الذين عرفهم جيلنا و ربما أجيال سابقة و لاحقة ، إمتلك الشيخ الإمام خصائص حباه و خصه الله بها ، من علم غزير و تواضع جميل و قدرة علي البيان و قبول لدى الناس ، حتي أثمر جهده حراكا كان مطلوبا ، و رؤى كانت غائبة و فكرا ناضجا مقنعاً محمودا ، عرض الشيخ خواطره عن القرآن الكريم ، بتواضع العلماء و إخلاص العباد الانقياء الزهاد ، رفض أن يسمها تفسيرا ، حرص علي ألا يرتزق منها أو يتاجر بها ، حتي مات عابدا ناسكا فقيراً .

لم يقل الشيخ أنه معصوم ، و لم يدع ذلك رواده و محبوه ، لكن من يراوض الشيح أو يحاججه و يجادله ، لا يصح أن يكون جاهلاً متسكعا علي أرصفة النفاق و الكذب ، متنطعا علي موائد الرياء و العفن ، أو داعياً إلى هدم رموز الدين و مكتسبات المسلمين الفكرية و تراثهم النقي السليم .

لقد كثر الساعون إلي الهدم بحجة المراجعة و التحديث و التغيير ، عن ظلام في القلوب و غباء في الفكر و فقر في الرؤية و إعوجاج في الغرض و الهوى و المنهج ، ربما هروباً من واقع السقوط و الإنهيار الذى يجتاح كل مناحي حياتنا القاسية ، و من ثم ليس غريبا على مرتزق مغرض ، أن يهاجم الشيخ الإمام ، فكره و قيمه و عقيدته ، فكل فرسان أمتنا النبلاء و رموزها ، يتعرضون لأقسي أنواع الهجوم و وقاحة التطاول و الظلم ، من زبانية الجهل و الحقد والتعصب المقيت و الهوى ، في زماننا و كل زمان و مكان ، رحم الله الشيخ الإمام .


اكتشاف المزيد من بي بي سي مصر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

يسعدنا ويشرفنا مرورك وتعليقك

اكتشاف المزيد من بي بي سي مصر

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading