علاء قوقه : من الهندسه للمسرح
كتب/ محمد ضاحى
درس الهندسة حبا في الفن ،ومن رأيه إن فاضل من أحسن المخرجين قدم دور الشرير بلمسة كوميدية.ومسرح مصر تجربة ضعيفة ولكنها أعادت الجمهور للمسرح بقوة..
هو مهندس المسرح والشرير الطيب والأكاديمي الباحث.. إنه الفنان والدكتور علاء قوقه أستاذ التمثيل والإخراج بالمعهد العالي للفنون المسرحية التقينا به ودار هذا الحوار….
حدثنا عن بدايتكم الفنية..؟
بدايتي الفنية كانت في كفر الشيخ من خلال المسرح المدرسي وكان عمري وقتها 9 أعوام وكان شقيقي الأكبر عضواً في الفرقة وكان هناك عرضا ويحتاجون لطفل صغير فطلبت من أخي أن أقوم بالدور فأخذنى لمخرج العرض وأعجب كثيراً بي..ومن هنا بدأت التمثيل فى المسرح المدرسي الإبتدائي ثم الإعدادي ،وفي المرحلة الثانوية ركزت في دراستي رغبة منى في دخول معهد الفنون المسرحية وكان مجموعى كبير يؤهلني لدخول كلية الهندسة ولكن رغبتي قوبلت بالرفض من عائلتي وأصروا على دخولى لكلية الهندسة وبعدها أفعل ما أريد وبعد الهندسة تقدمت للمعهد وكنت متفوقاً في دراستي والحمد لله حصلت على تقدير إمتياز مع مرتبة الشرف..
هل دراستكم بالهندسة افادتكم كفنان أم أثرت سلبا على بدايتكم الفنيه..؟
واكب دراستي بكلية الهندسة معرفتي بمخرج وفنان مهم جدا من وجهة نظري أستفدت منه كثير هو المخرج طلعت الدمرداش وكان يخرج للجامعة فمن أول عام ٱشتركت مع فرقة الجامعة وأشتركت معها في أعمال كثيرة منها بكالوريوس حكم الشعوب وراشمون ومحاكمة رجل مجهول والزوبعة 5 أعوام قدمنا أعمالا كثيرة معه لى ذكريات فنية مهمة في فترة دراستي بالهندسة كنت أحضر عروضا كثيرة في مهرجانات الجامعات عروض جامعة طنطا أيضا كفر الشيخ وكنت أشاهد الفرق القوميه وأحضر عروض جامعتى بشبين الكوم وبعض الأحيان أشارك فيها.ففترة وجودي بكلية الهندسة بشبين الكوم وكانت حياتى حافلة بالممارسات الفنية ثم بعد ذلك التحقت بالجيش…
3..إشتركت وأنت طالبا بمعهد الفنون المسرحية في مسلسل ،،ومازال النيل يجري،،مع كوكبة من النجوم فردوس عبدالحميد وهشام سليم وطارق الدسوقي وآخرون ومن إخراج العبقري محمد فاضل هل تراها بداية قوية لكم وأستفدتم من المشاركة مع هذة الكوكبة المتميزة ..؟
.. بالطبع أن يكون أول عمل لى وأنا طالب بالمعهد مسلسل بحجم ومازال النيل يجري تعتبر بداية قويه خصوصاً إذا كانت مع مخرج كبير مثل الأستاذ فاضل ومع كوكبة من النجوم الكبار مثل ما ذكرت وقد رأيت بعينى كيفية تكوين المشهد وكيف يمثل وتنفيذ زواياه والإخراج العبقري للأستاذ فاضل وأنا أعتبر الأستاذ فاضل من أفضل المخرجين المبدعين ورأيت ذلك بعيني في مسلسل ،،ومازال النيل يجري ،،وأنا سعيد بالطبع أن بدايتى في الدراما التلفزيونية كانت مع مخرج ونجوم متميزين.
.هل الجمع بين العمل الإداري والتمثيل أفضل للممثل أم تفرغه وإختصاصه بعمل واحد أفضل؟
مسألة الجمع بين العمل الإداري والتمثيل هو ليس عمل إداري وتمثيل فقط بل وبحث علمي لأني كنت أعمل ذلك منذ أن كنت في الماجستير والدكتوراه ومسألة العمل الإداري كانت مؤخراً عندما أصبحت رئيس قسم التمثيل والإخراج والآن هناك عمل إداري وعمل بحثي أشرف على رسائل بحثية سواءا في القاهرة أوالإسكندرية
ومن وجهة نظري أن يكون الممثل متفرغا وأرى أن العمل البحثي مفيد لعمليلة التمثيل أكثر من العمل الإداري فتفرغ الممثل للتمثيل والمسائل البحثية التى تصب في التخصص ستفيده كممثل لأنه سيطلع على أحدث ما كتب وأحدث ما توصل إليه البحث العلمي لأنه من خلاله سيتابع ويشاهد الأعمال الفنية ويحللها وهى من الجوانب المهمة التي تفيد الممثل
إيهم أقرب إلى قلبكم المسرح أم التلفزيون أم السينما ولماذا ؟
المسرح بالطبع أبو الفنون ولذلك يسمي بفن المسرح أما السينما والتلفزيون تسمى صناعة أو بمعنى أدق عمليتها عملية صناعة.. وبالنسبة لي لم أعمل للسينما أعمال روائية كبيرة ولكن شاركت بأعمال قصيرة كثيرة،وبالنسبة للتلفزيون فائدته في أنه ملايين تشاهده وتراه وصداه أكبر بمراحل من العمل المسرحي،
وأنا شخصياً أحب المسرح كفن وأستمتع وانا على خشبته واؤدي وألقى صدي ورد فعل الجمهور في نفس اللحظة فهذا يمتعنى أكثر من أني أعمل ولا أرى صدي ما أعمله
وبعد شهور وفي بعض الأحيان يذاع العمل بعد سنين ويبقى الصدى معروف مؤخرا ،ويجد الممثل بالجمهور متعة كبيرة جداً.
تعتبر واحداً من الفنانين الذين يجيدون تجسيد الشخصيات العالمية على خشبة المسرح ما الفرق بين تجسيدها وتجسيد أي شخصية أخرى؟
الشخصية التي يقوم بأداءها الممثل سواء كانت عالمية أو محلية ليس هناك فرق بينهما هو في النهاية أى عمل تصور مكونه من أبعاد الشخصية التى أقوم بتقديمها وفهم سماتها وتركيبتها ، سواءً كانت محلية أو عالمية، أضف إلى ذلك حبي للغة العربية وإتقاني لها في التمثيل وأيضا في الحياة عموماً تساعدني كثيراً في تجسيد الشخصيات العالمية وهناك شخصيات مصرية كثيرة أيضاً باللغة العربية ففي النهاية الممثل يبحث عن أبعاد الشخصية ويحاول خلق نموذجاً لهذة الشخصية ويؤديها
حصولكم على جائزة أفضل ممثل من المهرجان القومي للمسرح للمرة الرابعة ماذا عن حفاظك على القمة ؟
.. الحصول على الجوائز يحمل الممثل مسؤلية كبيرة خصوصاً إذا كانت للمرة الرابعة ولكن ليس في كل الأوقات يتاح للممثل أن يؤدي شخصيات تكون شخصيات جوائز وأرى أنى كنت محضوظ في تقديم شخصيات تستطيع الحصول على الجوائز وكان ذلك يحملنى مسؤولية كبيرة جداً وأسعى لتقديم الشخصية بطريقة متميزة وعند حصولى على الجائزة بالطبع شيء يسعدنى وأن الجهد لم يذهب هباءا وأن اللجنة قدرت إبداعي
فهي ليست مسألة حفاظ على القمة من عدمه غير أنها إجتهاد وطلب من الله أن أقدم شخصية يتاح لها الحصول على الجائزة
والجوائز أشياء عارضة والأساس هو الجمهور وصدى العمل الفنى بين الجمهور وبين النقاد وبين المتخصصين وبين الفنانين وهذا مهم جداً أن يكون العمل الفنى يلقي صدى طيب عندهم
شاركتم في عددا كبيراً من المسلسلات وقدمتم أدوارا متميزة وبرعت أكثر بأدوار الشر هل يفهم من ذلك حصركم في هذة النوعية من الأدوار؟
يمكن أن تكون معظم الأدوار التي قدمتها وأيضا قدمت أدوارا طيبة كذلك ولكن نسبة أدوار الشر أكثر وإن كنت أقدمها بلمسة كوميدية لأجل تخفيف وطأة الشر فكرة، يعنى الشرير أبو دم خفيف أحاول أن أدخل في هذا النسق وقدمت أدوارا طيبة كثيرة حتى أدوار الشر نفسها بينها إختلاف ما بينها وبين بعضها مثلاً دوري في مسلسل فوق السحاب يختلف عنه في سجن النسا عنه في حق ميت عنه في فوق مستوى الشبهات هناك وسائل تجعلنى أغير في تركيبة الشخصية.
صدر لكم كتاب عن الهيئة العربية للمسرح بعنوان تنمية قدرات التركيز للممثل وهي دراسة تغطي جوانب قدرة التركيز عند الممثل بجانب التطبيق العملي من خلال ورشة تدريبية للممثل.
كيف يتم تقوية قدرة التركيز الممثل وهو جانب مهم جداً للممثل سواءً كان مبتدئ أو متمرس؟
يتم تقوية قدرة التركيز للممثل سواءً كان مبتدئ أو متمرس عبر مراحل تدريبية لها علاقة بقدرات المخ عند الإنسان وأبدأ بعمل تدريبات تمهيدية لصعوبات تلك التدريبات على المخ وأمهد المخ ليتقبل فكرة اذدواج المخ ثم فكرة تعددية التركيز في المخ والتعددية تصل إلى أن الممثل يصل إلى تركيز سباعي يمكنه التركيز في 7 أشياء في نفس الوقت وهذة تدريبات عمليات لا تصل بالقول ولكنها يجب أن تمارس.
من وجهة نظركم ماذا ينقص المسرح ليعود لسابق عصره وهل تجربة مسرح مصر تعتبر تجربة حقيقة مكتملة الأركان؟
.المسرح ينقصه من وجهة نظري الإهتمام بالبنية التحتية في الأغلب ما عدا قليل من المسارح تحتاج إلى إعادة نظر وإعادة تجهيز وإدخال المدخلات الحديثة والتكنولوجيا إلى هذة المسارح حتي تواكب المسارح العالمية وأيضا مسارح بعض الدول العربية..
وهذا بالنسبة للتجهيزات ،أما بالنسبة للمسرح كفن نحتاج لمؤلفين جيدين يقدموا أعمال فنية راقية وأفكار جديدة ومناهج وأساليب مختلفة وأيضا مخرجين لهم رؤى وحيثية فنية نأخذ بأيديهم لأجل تطوير هذا الفن وإرجاع الجمهور للمسرح مرة ثانية.
أما بالنسبة لتجربة مسرح مصر هي تجربة بالقياس بالمسرح تجربة ضعيفة تكاد تكون إسكتشات لكن هذة التجربة أعادت الجمهور إلى المسرح فقبل تجربة مسرح مصر لم يكن هناك إقبال شديد على المسرح أو شباك التذاكر فمسرح مصر كان أحد الأسباب الرئيسية التى جعلت الشباب يذهب إلى المسرح ويتحرك من مسرح مصر إلى المسارح الأخرى سواءً مسارح مستقلة أو مسارح الدولة ،لدرجة أننا عرضنا 100 ليلة في عروض كثيرة تصل إلى 300 ليلة وكان ذلك بفضل إقبال الجمهور الذي استعاد شغفه بالمسرح وخاصة الشباب…
أخيراً هل هناك جديد في الطريق اليكم ؟
هناك أعمالا للتلفزيون والمسرح تعرض قريبا بإذن الله.