سعد يوسف الباسوسي يكتب.. فيروس الكلاب
هذه المقالة ليست من وحي الخيال ولا من إبداعات كاتب او خيال مؤلف لكنها مجرد تساؤلات تدور داخل العقل البشري نحاول فيها جاهدين ان نجد لها حل في التركيبات البشرية المعقدة التي أصبحت طلاسم واسحار لا حلول لها عن اولاد آدم وعن الكلاب المتنكرين في أشكال بشر والبشر المتنكرين في أشكال كلاب وأيهما أكثر وفاء وايهم أقرب الي الحقيقة. .
في شهر مايو عام 2012 توفي أخي بل أبي بل كل كياني أخي وأبي الحاج سامح الباسوسي عن عمر يناهز الأربعون عاما وهو في ريعان الشباب وفي سن الحكمة واكتمال النضوج وكان يربي في حديقة الفيلا كلب قد اشتراه منذ أن كان جرو صغيرا وكان شديد التعلق به وكان نعلم أن أخي سامح قد اقترب من البيت حينما نري أن الكلب يجري كالمجنون ويتحرك في الحديقة كالمجنون وقبل الوفاة بساعات كان يعوي مثل الذئب الجريح وبعد الوفاه والعودة من المقابر والانتهاء من مراسم الدفن ودخلنا من باب الفيلا ووجدت الكلب جالس علي الأرض لا يتحرك ويبدو عليه الإعياء … اقتربت منه وإذا به جالس علي الأرض والدموع تنهمر من عينيه وانقطع عن الطعام والشراب لمدة ثلاثة ايام الي أن توفاه الله … أقسم بالله وليس بعد الله قسم ان هذه القصة حدثت واسئل عن ذلك أمام الله ..
دموع الكلب تنهمر أمام عيني لكني قراءه قصة في الأثر الشعبي ومن الموروث الثقافي عن كلب آخر ونوع آخر من الكلاب والقصة تقول :
تضايق الكلب من سوء وقبح اسمه، فجاء يومًا إلى الأسد مشتكيًا له همَّه، فقال: أيها الملك، إن اسمي قبيح، والكل يُعيِّرني به، وأنا مستاء كثيرًا منه، فهل تأذنُ في تغييره باسمٍ جميل ومقبول، فقال الأسد: أنت أيها الكلب خائنٌ، ولا يصلح لك غير هذا الاسم، فقال الكلب: أرجوك يا سيدي أن تريحني بتغيير اسمي، فقصص وفائي مع أصحابي الفلاحين ومُلَّاك المواشي أكثر من أن تُحصى، وستُثبت لك الأيامُ صدقَ وفائي، فقال الأسد: فعلًا لقد سمعت الكثير مِن قصص وفائك مع أصحابك، ولكن ذلك الوفاء – في نظري – ما هو إلا مقابل ما يُقدَّم لك من طعام شهيٍّ وإيواء وحماية، فأنا أعرف جيدًا أن نفسك ضعيفةٌ ودنيئة، ولا تقوى على مقاومة قوة إغراء الشهوة، فقال الكلب: أرجوك، أعطني فرصةً؛ لأُثبت لك حُسنَ وفائي وقدرةَ ضبطي لسلطان الشهوة، فقال الأسد: سأفعل ذلك لاحقًا من خلال اختبارك، وسنرى صدقَ دعواك!
وبعد فترة من الزمن استدعى الأسدُ الكلبَ، وقال له: سأترك عندك أمانةً، فخُذ هذه القطعة من اللحم واحتفظ بها معك، وائتني بها في الغد منتصف النهار في مجلسي، وعند مجيئك سيكون جالسًا عندي عِلْيةُ القوم مِن وحوش الغابة، وسأُصدر وقتها مرسومًا بتغيير اسمك إلى اسمٍ ملائم ومقبول، وسأشير في المرسوم إلى أمانتك ووفائك إن أثبتَّ لي ذلك، فقال الكلب: أبشِر بما يَسرُّك، وإنني أتطلَّع بلهفةٍ إلى الغد، وإلى تلك اللحظة التي تعلن فيها تغيير اسمي يا سيدي الأسد، حتى أرفع عن كاهلي هذا العار وتلك المسبَّة التي لازَمتني طول حياتي.
استلم الكلب قطعةَ اللحم وانصرف من مجلس ملِك الغابة، وأخذ يردِّد في نفسه: سأثبتُ للأسد أمانتي وقوةَ ضبطي لسلطان الشهوة التي طالما كانت تَخذُلني كثيرًا، وبينما كان يسير في طريق عودته، شعر بشيءٍ من الجوع، فأخذتْ نفسُه تحدِّثه عن لذَّة مذاق اللحم، فزجَر شهوته، وقال لها: ألا تريدين أن أرفع عن نفسي عار هذا الاسم القبيح؟! وهلَّا أكسبتِني فرصةَ موافقة الملِك؛ فالفرصة لا تأتي إلا مرةً واحدة، ولا يكسبها إلا مَن ينتظرها ويستثمرها، ثم تابع مسيرَه، ولكن الجوع أخذ يَقرُص بطنه، فعاوَده التفكير في لذَّة اللحم، ولَمَّا غلبته نفسه، قال: وأي شيء كاسمي، فما الكلب إلا اسمٌ حسن، فأكل قطعةَ اللحم، ولمَّا انتهى من التهامها ندِم على فَعْلته، وعندها لم يَجرؤ على العودة إلى الأسد؛ لأنه لم يُفلِح في اختبار ضبط سلطان الشهوة. هذان نوعان من الكلاب فقد ذكر القرآن الكلب في مكانة مكرمة في سورة الكهف وأنه كان مصاحب للفئة الذين آمنوا بالله كفروا بالطاغوت وفي أية أخري مثل الكلب كلما تحمل عليه يلهث .. والسؤال هنا هل هناك أنواع من البشر والكلاب .؟ ؟؟
وبعد المقارنة بين القصتين كانت لي وقفة مع النفس ومن خلال قصة من وحي خيالي او هلوسة كاتب واكرر أنها من وحي خيالي أحاول فيها جاهدا أن أجمع شتات الأفكار وانا أسير في مكان مظلم سمعت صوت وأنين كلب وهو يبكي وعيناه تلمع في الظلام اقتربت منه ووجدته يتألم وينظر الي باكيا والدموع تنهمر من عينيه ووجدت يتألم وينظر الي وكأن الله وهبني ما وهب ملك سيدنا سليمان عليه وعلي نبينا أفضل الصلاة والسلام . . دار هذا الحديث بيني وبينه قلت للكلب ماذا يبكيك ؟ قال أنتم يا اولاد آدم قلت له لماذا ؟ قال أنتم يا اولاد آدم حينما يسب أحدكم الآخر يقول له يا كلب يا ابن الكلب ومن الممكن ان يرفع عليه قضية سب وقذف وهل نحن نستحق .. قلت له ماذا في ذلك .. قال انا وفي وفينا الخائن و المسعور وانتم يا اولاد آدم تاكلون بعضكم البعض أنظر الي كم الحروب والدمار وكم الجثث في الشوارع … هل سمعت يوما يا سيدي الإنسان عن كلب أكل أموال اليتامي وطلب يعيش علي شقاء النساء … هل سمعت يوما عن كلب يتزوج كلبة طمعا في أموالها او أموال أبيها .. هل سمعت عن كلب سكير هاتك أعراض .. هل سمعت عن كلب يقلب الحق باطل والباطل حق باسم القانون وعن كلب يدخل البيوت الآمنة مثل السرطان لينهش فيها ويفتن العباد … وهل سمعت عن كلب لص اعراض ويحيي مثل الجرثومة منطلق علي غيره وهل سمعت عن كلب يدعي الفضيلة والتمسك بالقيم والأخلاق الحميدة وهو أبعد ما يكون عنها … هل رأيت وسمعت عن كلب يدعي التدين وينادي بالإيمان وهو من المنافقون وهو الد الخصام ويكاد ان يصل الي الشرك …..
وهنا هز الكلب زيله وبداء في حفر حفرة … قلت له ماذا تغعل ؟ قال انتهي الحديث وانتهي الكلام ورفعت الأقلام وجفت الصحف وأنني الآن أجهز قبري قبل ان أموت في العراء وتنتشر رائحة جسدي في الشوارع كما تفعلون في بعضكم البعض يا اولاد آدم اعانكم الله علي ما سوف تلاقوه من أنفسكم ومن بني جنسكم. ..
والي هنا انتهت القصة التي هي من وحي خيالي وأن كانت تمس الواقع وتأكدت أنها بداية النهاية وانهيار قيم وأخلاق اولاد آدم …
وفي النهاية أريد ان أوجه رسالة لكل أبناء بني جنسي من اولاد آدم … احترسوا من الكلاب المسعورة المتنكرة في شكل بشر والكلاب المسعورة التي تهز زيلها حتي تتمكن من فريستها و تنهش عظامها … احترسوا يا اولاد آدم فإن فايروس السعار الذي يصيب الكلاب الضالة انتشر بين أبناء آدم ….
احترسوا يا اولاد آدم . احترسوا يا اولاد آدم ..