تقرير..الرئة البشرية تواجه هجين فيروسى جديد مندمج..وخمسة ملايين مريض بالمستشفيات سنويا
تقرير – محمد البسيونى
باتت الفيروسات المصيبة للجهاز التنفسى الذى يعد خط الحياة الأول للجسم البشرى على وجه الخصوص تمثل خطرا داهما فى العصور والسنوات الماضية وحتى فى العصور الحديثة والسنوات الحالية حيث يمكن أن يندمج اثنان من فيروسات الجهاز التنفسي الشائعة لتشكيل فيروس هجين قادر على التهرب من جهاز المناعة البشري، وإصابة خلايا الرئة.
يأتى هذا فى الوقت الذى يعتقد فيه الباحثون أن النتائج يمكن أن تساعد في تفسير سبب تسبب العدوى المصاحبة في مرض أسوأ بشكل ملحوظ لبعض المرضى، بما في ذلك الالتهاب الرئوي الفيروسي الذي يصعب علاجه خاصة وأن كل عام، يتم إدخال نحو 5 ملايين شخص حول العالم إلى المستشفى بسبب الإنفلونزا في حين أن الفيروس التنفسي (RSV) هو السبب الرئيسي لعدوى الجهاز التنفسي السفلي الحادة لدى الأطفال دون سن الخامسة، ويمكن أن يسبب مرضا شديدا لدى بعض الأطفال وكبار السن.
ورغم أنه يُعتقد أن العدوى المشتركة حيث يصاب الشخص بالفيروسين في الوقت نفسه شائعة نسبيا، لم يكن واضحا كيف ستستجيب هذه الفيروسات إذا وجدت نفسها داخل الخلية ذاتها.
وكشفت جوان هاني، دكتوره بمركز أبحاث الفيروسات بجامعة غلاسكو، والتي قادت الدراسة عن وجود فيروسات الجهاز التنفسي كجزء من مجتمع يضم العديد من الفيروسات التي تستهدف جميعها نفس المنطقة من الجسم، مثل البيئة الملائمة .
وتابعت لازالنا فى حاجة لفهم كيفية حدوث هذه العدوى في سياق بعضها البعض للحصول على صورة أكمل لبيولوجيا كل فيروس على حدة.
ومن خلال تجارب بإصابة خلايا الرئة البشرية بكلا الفيروسين وجدوا أنه بدلا من التنافس مع بعضها البعض، كما هو معروف عن بعض الفيروسات الأخرى، اندمج الفيروسان معا لتشكيل فيروس هجين على شكل شجرة نخيل مع تكوين الفيروس المخلوي التنفسي للجذع والإنفلونزا للأوراق.
بابلو مورسيا، المشرف على الدراسة المنشورة بمجلة Nature Microbiology: أكد على أنه لم يتم وصف هذا النوع من الفيروسات الهجينة من قبل ولكنها عبارة عن فيروسات من عائلتين مختلفتين تماما تتحد معا مع الجينوم والبروتينات الخارجية لكلا الفيروسين بنوع جديد من مسببات الأمراض الفيروسية وبمجرد تشكله، كان الفيروس الهجين قادرا أيضا على إصابة الخلايا المجاورة حتى في وجود الأجسام المضادة ضد الإنفلونزا، التي تمنع العدوى عادة على الرغم من أن الأجسام المضادة ما تزال عالقة ببروتينات الإنفلونزا على سطح الفيروس الهجين، إلا أن الفيروس استخدم بروتينات الفيروس المخلوي التنفسي (RSV) المجاورة لإصابة خلايا الرئة بدلا من ذلك.
وتابع إن لإنفلونزا تستخدم جزيئات فيروسية هجينة كحصان طروادة وبالإضافة إلى مساعدة الفيروسات على التهرب من الجهاز المناعي، فإن القوى المشتركة قد تمكنها أيضا من الوصول إلى نطاق أوسع من خلايا الرئة.وفي حين أن الإنفلونزا تصيب عادة خلايا الأنف والحنجرة والقصبة الهوائية، فإن الفيروس المخلوي التنفسي يميل إلى تفضيل خلايا القصبة الهوائية والرئة، رغم وجود بعض التداخل.
أما ستيفن غريفين، عالم الفيروسات بجامعة ليدز، أوضح إنه من المحتمل أن يزيد من فرص تسبب الإنفلونزا في حدوث عدوى رئوية حادة، ومميتة في بعض الأحيان، تسمى الالتهاب الرئوي الفيروسي محذرا من أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لإثبات أن الفيروسات الهجينة متورطة في الأمراض التي تصيب الإنسان خاصة فى ظل ميل الفيروسات المخلوية التنفسية إلى النزول إلى أسفل الرئة مقارنة بفيروس الإنفلونزا الموسمية، .
وأضاف لكن من المرجح أن تصاب بمرض أكثر حدة كلما اتجهت العدوى إلى الأسفل إنه سبب آخر لتجنب الإصابة بفيروسات متعددة، لأنه من المحتمل أن يحدث هذا التهجين إذا لم نتخذ الاحتياطات اللازمة لحماية صحتنا علما بأن أن الفيروسات الهجينة يمكن أن تصيب طبقات الخلايا المزروعة، وكذلك خلايا الجهاز التنفسي .