كتب : محمد محمود دويدار
إيقاف قيد الزمالك.. الضربة القاضية من “تركة مرتضى” الثقيلة .
في مشهد أصبح مألوفًا ومؤلمًا في آن واحد، تلقّى نادي الزمالك ضربة موجعة جديدة بإيقاف القيد بسبب الديون والغرامات المترتبة على تعاقدات سابقة. وبينما يقف جمهور القلعة البيضاء مذهولًا من التدهور المستمر، يتبيّن أن من كانوا يومًا في مقعد القيادة هم أصل البلاء.
مرتضى منصور.. الصانع الأول للفوضى
لم يكن ما فعله مرتضى منصور مجرد إدارة، بل أشبه بعملية ممنهجة لتدمير الزمالك من الداخل. تعاقدات عشوائية، لاعبين “كسر” لا يصلحون لارتداء تيشيرت الزمالك، تم استقدامهم لأسباب لا علاقة لها بالكفاءة، ثم تم الاستغناء عنهم دون تسوية أو احترافية. وكانت النتيجة قضايا وغرامات دولية… وكلها بسبب جهل رئيس النادي السابق بأبسط قوانين ولوائح الفيفا، رغم ادعائه بأنه قانوني من الطراز الرفيع!
لاعبون لم يشاركوا لدقائق تُذكر، لكنهم اليوم يقفون في فيفا ويكسبون قضايا بمئات الآلاف والملايين، بينما النادي لا يستطيع تسجيل لاعب واحد يُنقذ ما يمكن إنقاذه من الموسم.
ممدوح عباس.. الدائن الثقيل
وفي الخلفية، يلوح اسم ممدوح عباس، الرئيس الأسبق للزمالك، والذي حجز على أرصدة النادي بموجب ديونه السابقة. عباس، الذي دائمًا ما يُقدّم نفسه كمنقذ، كان أحد المسؤولين الذين ساهموا في إدخال النادي في دوامات مالية معقدة، ليعود اليوم ويطالب بأمواله، حتى لو كان ذلك على حساب الكيان الذي يدّعي عشقه.
هاني برزي، حسين لبيب، هاني العتال.. والمشهد المتكرر
مهما اختلفت الأسماء التي اعتلت كرسي المسؤولية في الزمالك، يبقى السيناريو واحدًا: كل من يدخل النادي يجعل من صورته، سمعته، أو منتجه الشخصي هدفًا أول، ويأتي الزمالك في المرتبة الأخيرة. هاني برزي مثلًا، استغل تواجده من أجل تسويق اسمه ومنتجات شركته، بينما لم ير الجمهور له بصمة واضحة. حسين لبيب أتى بآمال كبيرة، لكنه خرج دون أي حسم للأزمات. هاني العتال شغل السوشيال ميديا أكثر مما خدم النادي.
زمالك بلا قيد.. وجمهور بلا أمل؟
ما بين إيقاف القيد، تهالك الفريق، وتراكم القضايا، يقف الزمالك اليوم على حافة الانهيار الكامل. والسبب؟ مسؤولون لا يرون في النادي إلا “سلم شهرة”، وعقليات لا تفهم الرياضة ولا الإدارة، ولا حتى القانون.
هل هناك أمل؟ ربما، لكن البداية لا تكون إلا باعتراف الجميع بأن الزمالك لن يقوم إلا إذا تم تنظيفه من تجار الشعارات، وسماسرة الانتخابات، ومن يستخدمون الكيان العريق كورقة ضغط أو واجهة إعلانية.
اكتشاف المزيد من بي بي سي مصر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.