إن الحياة ثلاث مراحل: اعتقادك أنك سوف تغير الدنيا، إيمانك بأنك لن تغير الدنيا، وتأكدك من أن الدنيا قد غيرتك. يولد الإنسان لا شيء ويعيش وهو يبحث عن كل شيء ويرحل بلا شيء…
يقول الفيلسوف الفرنسي “
جون بول سارتر “في أي مرحلة أنت…؟!
يعيش الإنسان مراحل مختلفة في حياته مصيرية في اتخاذ قرارات صعبة، منذ مراحل مبكرة فمثلا في نهاية المرحلة الإعدادية، أن يقرر مرحلة من التعليم الفني؛ أو يواصل للتعليم الجامعي…
ثم يدخل مرحلة متذبذبة في تفكيره القليل، في اختيار القسم الذي بفضلة أدبي أو علمي، ثم يمر بمرحلة أخرى علمي علوم أو علمي رياضة، وتأتي مرحلة مختلفة تحدد نوع وظيفته المستقبلية، في اختيار الكلية ثم التخصص العلمي ؛ وبعد هذه المراحل وبعد الانتهاء من المرحلة الجامعية يواجه مصير آخر هل يتوقف؛ أو يكمل المشوار إلى نهايته للحصول على درجة علمية أكبر من الشهادة الجامعية فيظل في مراحل تجارب واختبارات مصيرية.
لا ينتبه الإنسان إلا بعد
أن كل تطلعاته وأمنياته التي كافح من أجلها، ونجح في تحقيقها، لم تعد تناسبه كشخص نالت منه تقلبات الزمن، فلم يعد هو ذلك الذي خطط لها في البداية بكل حماسة وراح ينجزها بهمة على الأرض. بعد هذا الكفاح الطويل وان الزمن كفيل بإنهاك الإنسان وإضعاف قدراته، فتتعثر مشاريعه وسط الطريق. وتلك القاعدة تنطبق أيضا على الخيرات التي يكون الإنسان قد راكمها لقاء كدح عظيم ومخاطر جسيمة، وما أن تقع بين يديه حتى يعجز عن جني ثمارها والاستمتاع بها ليدرك في الأخير أنه يكد من أجل لا شيء.، لا بد أن الإنسان يؤمن بقضاء الله” خيرة وشره ” قال تعالى: إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا…
هذا الشخص وأمثاله يشبه بمن بذل الغالي والنفيس لأجل حصوله على منصب، وما أن حصل عليه حتى خذلته قواه فبات عاجزا عن تقلده فيدخل في مرحلة عمرية أخرى أو تتغير الأحداث وأصبحت بلا قيمة وهذا ماذاكرة الفيلسوف الألماني” شوبنهاور”
هكذا هي الأشياء تأتينا دائما بعد فوات الأوان، أو بالأحرى لا نصل إليها إلا بعد فوات الأوان. الإنسان لا يعرف نصيبه… وهنا ندخل في قضية جدلية هل الإنسان مسير أو مخير…؟!
الإنسان مسير وميسر ومخير، فهو مسير وميسر بحسب ما مضى من قدر الله، فإن الله قدر الأقدار وقضى ما يكون في العالم قبل أن يخلق السماء والأرض بخمسين ألف سنة، قدر كل شيء، وسبق علمه بكل شيء، كما قال: \”إنا كل شيء خلقناه بقدر\”]، وقال سبحانه: \”. 《ما أصاب من مصيبة إلا -بإذن الله- ۗ ومن يؤمن بالله يهد قلبه ۚ والله بكل شيء عليم 》
وقعت امرأة في حب الفيلسوف\” إيمانويل كانط \”، وكانت في كل مرة تخرج معه تتمنى أن يطلب يدها للزواج… لكنه كان يتحدث معها في كل المواضيع إلا الزواج…
في نهاية الأمر… بادرت هي لطلب يده للزواج، وقالت له أود الزواج بك فرد عليها: أعطني وقتا لأفكر، وبالفعل أخذ يفكر بالأمر وأطال التفكير به إلى أن قرر الزواج بها…
فذهب إلى بيتها، فخرج له والدها، فأخبره أنه جاء لطلب يد ابنته، فأجابه الأب بكل برود… هذا هو عنوانها، يمكنك أن تجدها هناك…
وبالفعل ذهب إلى ذلك العنوان… فوجدها هناك مع زوجها وطفليها…!
يذكر أن المدة التي استغرقها الفيلسوف ” إيمانويل كانط “في التفكير بالزواج بها بلغت حوالي 7 سنوات… لم ير فيها تلك المرأة إطلاقا … هكذا هي الحياة إن أصعب قرار هو قرار الزواج لذلك كتب الأديب نجيب محفوظ في روايته الثلاثية مقولة\” الذين يحبون لا يتزوجون \”…!!