الطب الشرعى : "مذبحة الرحاب" ليست انتحاراً ولكن تصفية رجل الأعمال وأسرته
الإخبارية – محمد السيد
كشفت مصادر بمصلحة الطب الشرعى أن نتائج أعمال التشريح الخاصة بحادث الرحاب، أظهرت أن عماد سعد، 56 سنة، رجل أعمال، مصاب بـ3 طلقات رصاص، وأن جثته كانت فى حالة تعفن تام، وأن المناظرة أوضحت أنه مصاب بطلقة واحدة أسفل الذقن، ولكن عندما قام أطباء المصلحة بوضع الجثة على جهاز الأشعة، تم اكتشاف طلقتين واحدة فى الجبهة والثانية والثالثة أسفل الذقن، وحدد تقرير الطب الشرعى المبدئى أن السلاح المستخدم طبنجة.
قالت المصادر التى رفضت نشر اسمها، إن التقرير المبدئى للمصلحة عن الضحايا الـ5 فى الحادث والتى تم العثور عليها داخل فيلا الرحاب المملوكة للضحية الأولى رب الأسرة، أثبت إصابة رجل الأعمال بـ3 طلقات، واحدة أطلقت على الجبين مباشرة، والطلقتان الثانية والثالثة أسفل الذقن فى اتجاه الجمجمة، ما يؤكد أن الواقعة ليست انتحاراً، لأن المنتحر لا يستطيع إطلاق أكثر من رصاصة على نفسه، وفقاً لكل دراسات الطب الشرعى، موضحةً أن الواقعة، عملية قتل لرجل الأعمال وأسرته.
أضاف المصادر أن الأطباء الشرعيين انتهوا من تشريح جثة «وفاء. ف»، 43 عاماً زوجة الضحية الأولى، رجل الأعمال، وأبنائه محمد، 22 عاماً، ونورهان، 20 عاماً، وعبدالرحمن، 18 عاماً، حيث أظهرت المعاينة أن الجثث الأربع بها 8 طلقات، فى كل واحدة، منها طلقتان فى الرأس والوجه جميعاً، وكانت الجثث فى حالة تعفن رِمى مع ظهور ديدان ما يعنى أن الحادث وقع منذ يومين أو ثلاثة وقد تصل لـ4 أيام، قبل اكتشاف الواقعة، مشيرةً إلى أن الطلقات دخلت فى الجمجمة، وتفتت وأحدثت فتحات دخول فقط، واستقرت بالداخل وأن جميع الطلقات موجهة إلى الرأس، ما يعزز احتمالية وسيناريو القتل.
إلا أن أحد الأطباء الذين شاركوا فى أعمال التشريح، قال إن الواقعة ليست انتحاراً وقد يكون فيها شبهة جنائية.
وكشفت مصادر أمنية من فريق البحث أن رجل الأعمال المجنى عليه لديه خلافات مالية عديدة، تم تسجيل بعضها فى محاضر بأقسام الشرطة، ووصلت بعضها إلى ساحات القضاء حيث صدرت أحكام ضده، كما توجد تهديدات له بالقتل من جانب أصحاب الديون، وتبين ذلك من فحص هاتف المجنى عليه، حيث كانت آخر رسالة على هاتفه تؤكد أنه مصاب باكتئاب بسبب تراكم الديون، وأنه بمجرد خروجه من هذه الحالة سيتصرف ويسدد 85 ألف جنيه لصالح شركة سيارات.
وبدأ فريق البحث الجنائى ورجال المباحث، فى استخلاص الأدلة من خلال الاستماع لأقوال مالك الفيلا التى كان يقيم فيها الضحايا، والذى خضع لاستجواب مطول، الإثنين، قال فيه إن رجل الأعمال لم يسدد الإيجار منذ 3 شهور، وطلب مهلة وإنه علم عقب الحادث أن المجنى عليه عرض الفيلا للبيع، رغم أنه ليس المالك، مشيراً إلى أنه حرر محضراً ضد رجل الأعمال قبل اكتشاف الحادث بـ5 أيام بسبب امتناعه عن سداد الإيجار.
وأوضحت المصادر أن هناك بعض الدلائل تشير إلى أن الواقعة انتحاراً، ومنها أن جميع منافذ الفيلا سليمة، ولا توجد أى آثار لدخول شخص غريب إلى المبنى، كما أن المعاينة الأولية أثبتت العثور على المسدس الذى جرت به الجريمة بجوار يد الأب، فيما تشير بعض الدلائل إلى أن الواقعة جريمة قتل ومنها العثور على 11 طلقة فارغة فى محيط الجريمة، تتم مضاهاتها بـ2 خزنة من الطلقات تم العثور عليها فى الفيلا.
وقالت مصادر بالنيابة العامة أن التحقيقات فى واقعة العثور على جثة رجل أعمال وزوجته وأولاده الثلاثة مقتولين داخل فيلتهم بمدينة الرحاب لم تحسم بعد، إن كانت الواقعة تتمثل فى كونها انتحار الأب بعد إقدامه على قتل أولاده وزوجته أم أن مجهولاً كان وراء قتل الأسرة بأكملها، منبهةً إلى أن كل الاحتمالات واردة فى الواقعة وأن الثابت فى التحقيقات ومن خلال الاستماع لأقوال عدد من المقربين من الأسرة أن الأب كان يمر بضائقة مالية ومتعثر مادياً.