يخيم علي قطاع غزة حالة من الترقب الحذر قبل الإنفجار من انتهاء الهدنة ..؟ ، إن القنابل التي سقطت فوق غزة ، سقطت فوق الهوية والتاريخ والجغرافيا و اللغة والأدب والمدارس والمستشفيات والحياة اليومية. في غزة تجد متناقضات للحب وقت وللموت وقت في غزة حيث تعبش الأن وقت الموت ،،.أين ذهبت أطنان القنابل التي سقطت فوق العراق وكابول بما في ذلك احدث الاسلحة الفتاكة قنابل ذكية وقاذفات (بي 52) واسلحة ذرية موضعية من نوع خاص،
جعلت القبور تتحرك في العراق وافغانستان …؟ أين ذهبت كل تلك الكوارث في قصف جراج العلوي في بغداد من مدنيين تحت الأرض..؟! ذاكرة العرب اصابها مرض الزهايمر عبر التاريخ الحديث والماضي القريب…! لم تغير شيئاً بل هناك إصرار وعناد على التمسك بكل ما سبب الخراب وفي المقدمة منها” العقل” الذي أنتج الخراب والذي سينتج غيره ومن غير المعقول أن يكون هو الحل لأن العقل الذي أنتج المشكلة، بتعبير (ألبرت آينشتاين) لا يمكن أن يكون هو الحل بل هو المشكلة واثناء كل مشكلة نقول ما قاله “السادات” من قبل :-
قبل ان يذهب الي “كامب ديفيد” أن 99% من اللعبة والأوراق في يد الأمريكان .
وأي نوع من ” العقول هذه” بحيث دُمّرت المدن والطبيعة لكن القناعات لم تتغير ولا اللغة..عند كيان مغتصب للآرض وسماء وبحر ..؟
كان كل شيء علي ماهو قبل يوم العاصفة ..،انه الزلزال الحقيقي كل شىء ساكناً في صباح يوم /7من اكتوبر الماضي شباب خرج عن صمتة سنوات من الحصار ليفجر زلزال تحت اقدام النازيون الجدد من شباب يحمل فكر الثورة ليغير طريقة الصراع
لكن بعد أقل من دقيقة تغير شكل القطاع بصورة حاسمة،
زلزال مدمر يضرب غلاف غزة وبضرب المستوطنيين وعصف بها وبجسورها
وعماراتها..،لم يكن في حساب التتار الجدد ،ان تقوم المقاومة بشن هجوم مباغت،في ظل قبة حديدية وأجهزة تكنولوجية حديثة من اختراع اسرائيل نظام “بيجاسوس ” الذي تفاخر بة الصهاينة انه يستطيع رصد صرصار يدخل من معبر “رفح” وللآسف حصدت إسرائيل المليارات من هذا النظام(بيجاسوس ) عندما تم تسويقة لدول عربية للتجسس علي شعوبهم العربية
،قيامة كبرى استيقظ عليها الصهاينة .
لتكشف لنا المقاومة عن الوجه الآخر للحياة سرعة انكسار وهشاشة الحياة وخداع المظاهر. نحن لسنا على أرض صلبة.
فجأة ينهار السياق ويتحطم التسلسل. الصدمة عندما تنقطع السلسلة.
عندما تكشف الرتابة عن جنون خفي. عندما يتحول اليقين بثبات الاشياء الى غبار المعارك .
” ما بعد الهدنة “كم من العقود نحتاج ونحن تحت عواصف التاريخ الحربية والسياسية والدينية..؟ أين ذهب قانون الاستجابة للتحديات الذي يحكم قوانين الاستمرارية لآن الشعوب التي لا تستجيب للتحدي تنقرض،
والأنقراض ليس زوال النوع البشري بل زوال مقومات حياة حقيقية وإنهيارها..،، ومع الزمن ومرور الأجيال يتحول” التداعي والإنهيار” الى قوانين وقواعد حياة لأن الأجيال الجديدة وجدت هذا التداعي وقد سنت له قوانين وأعرافاً بل صار أخلاقاً وحكماً.
لا تثق بالسكون. عش مسلحاً باليقظة. في أي لحظة قد يهبط قدر ما ويلغي كل شيء.
الرتابة عدو. لا تصدق الرتابة . الإيقاع المنتظم قد يقطعه فجأة حدث ما عابر غير متوقع.
إنتهى زمن الأخطار المتوقعة. لست في صحراء اليوم لكي تعرف أن العواصف الترابية هي الخطر. والذئاب أو الضباع.
اليوم تعيش مع الخطر بل الموت نعيشة في كل لحظة نلامس الموت. سماعة الهاتف في الأذن
قد تنفجر وتقتلك. سيارة تدهسك. سقوط اسانسير من عمارة. مرض فجأة يداهم حياتك بدون مقدمات . حدث فردي يقلب حياتك من حالة سكون الأشياء في بلد تحكمه الصدف والحماقات وليست قوانين التاريخ وحتمياته وسننه.أفاقت اليابان عام 1995 على زلزال لعشر ثوان فقط، صار التاريخ الياباني قبل وبعد زلزال كوبي، وحسب قانون الحضارة استجابت للتحدي ولم تستسلم،
لكنها عرفت الدرس وحفظته:
الثقة بالرتابة كالثقة بعقرب قاتل في حقيبة سفر أو راقد في حذاء.
يُضرب العرب عبر قرون بكل أنواع الأعاصير والزلازل
الحربية والأوبئة والفيضانات والعواصف والهزات الاجتماعية،
لكن لا شيء تغير كما لو أن الكوارث كغيوم تنزلق فوق مقبرة.
خداع الذات تقنية بشرية قديمة. هل تعلمنا الدرس من حرب غزة ..؟أم ننتظر انتهاء الهدنة لتشاهد أمة المجازر والقصف ونجلس مثل النساء في عزاء مفتوح من العويل والندب أمة تمثل 5%من سكان العالم تشتري نصف سلاح العالم وتقتل شعوبها بأحدث الأسلحة وتنشاد العالم بوقف القتال ..هل يستجيب لها الغرب وهي تقتل شعوبهم انها نظرية ازدواج المعايير الم يتحرك زعيم عربي وبخجل عندما يصرح قادة الغرب أن إسرائيل دولة ديمقراطية وان العرب شعوب من البداوة والجهل والديكتاتورية أعتقد ان دكة الموتي تتحرك ولا يتحرك زعيم عربي …؟!
محمد سعد عبد اللطيف كاتب وباحث مصري ومتخصص في علم الجغرافيا السياسية “”sasdadham976gmail.com