زمان، كان فيه نجم اسمه أحمد حلمي، اتعودنا نشوفه في أدوار البطل الطيب اللي بيفهم معاناة المصري البسيط، اللي بيحلم وبيتعثر بس بيقوم تاني. فاكرين “عسل أسود”؟ الفيلم اللي حبب الناس في أحمد حلمي زيادة، لما لعب دور “مصري”، الشاب اللي رجع من أمريكا واكتشف إن بلده – بكل مشاكلها – أحسن من الغربة، وإن “مصر هي أمى “! آه يا عيني، كلام مؤثر أوي، لدرجة إن الواحد كان بيحس إن حلمي هو صوت الشعب نفسه.
أحمد حلمي: من نصير الغلابة إلى “الخواجة اللي بيلطّش”!
لكن الحياة حلوة، والفلوس أحلى، والمبادئ؟ آه، دي مش مهمة أوي لما الحساب البنكي يعلى! فجأة، نجمنا العزيز قرر يتحول من “فارس الشعب” لـ”فارس التريقة”، وبدل ما يكون صوت المواطن المصري، بقى بيسخر منه! الموقف الأخير اللي أثار الجدل، واللي فيه أحمد حلمي تعامل مع مواطن بسيط بطريقة مستفزة، خلانا نراجع حساباتنا: هو إحنا ليه كنا بنحبه؟ الراجل اللي كان بيعيّط علينا في أفلامه، طلع مش قادر يستحمل وجود واحد مننا في الواقع!
الفلوس بتغير النفوس.. خصوصًا لو جاية بالدولار وياسلام لو بالريال!
وهنا نروح للحتة اللي بتوجع… لما نجم محبوب يفضل يجري ورا العروض الخارجية، طبيعي جدًا إن شعوره ناحية جمهوره يتغير لدرجة إنه بقى بياخد الشنطة و”يطير” لأي بلد تدفع لكتر، بس المشكلة إنه لما بيرجع مصر، بينسي الناس اللي كانت بتصقف له زمان. يا ترى، الفلوس اللي جاية بالشوال بتغير بس الإحساس؟ ولا النجوم بقوا شايفين نفسهم فوق الجمهور لمجرد إن حساباتهم البنكية زادت شوية؟
الموضوع واضح جدًا: أحمد حلمي مش هو الفنان اللي كنا نعرفه! الراجل اللي قال لنا زمان إن مصر هي اللي بتفهمه، طلع مش فاهم مصر ولا شعبها. التواضع اللي كان بيبان في أدواره، طلع مجرد تمثيل، والصورة الحلوة اللي رسمها لنفسه، بهدلتها الفلوس والعروض الخارجية.
الخلاصة: أحمد حلمي… نجم فقد تواضعه، والجمهور فقد إحترامه!
أحمد حلمي، اللي كان في يوم من الأيام رمز للبساطة والتواضع، قرر فجأة يبقى نسخة جديدة من المشاهير اللي شايفين نفسهم أعلى من الناس. الفلوس اللي بيجيبها من بره ممكن تشتري حاجات كتير، بس عمرها ما هتشتري حب واحترام الجمهور… والدرس ده، هي أكتشفه متأخر جدًا!