النائبُ فريدٌي البياضيّ ” جيشُ مصرَ الأخضرِ وحكومةُ الفشلِ ؟ !
بقلمً : – محمدْ سعدْ عبدِ اللطيفْ ؛ – مصر . . .
النائبُ فريديٌ البياضيّ / نائبُ رئيسِ الحزبِ المصريِ الديمقراطيِ وعضوِ مجلسِ النوابِ ” يفتحُ النارَ على حكومةِ الدكتورِ / مدبولي ” ويفتحُ ملفُ الطبقةِ المهمشةِ ، التي كتبَ عنها عميدُ الأدبِ العربيِ الدكتورِ ” طه حسينْ ” في روايةٍ 《 المعذبونَ في الأرضِ 》 لقدْ غابَ عنْ كلِ الفاعلينَ قضيةَ الفلاحِ المصريِ ” وفي ظلِ الأزمةِ العالميةِ الطاحنةِ وشحَ سلةَ الغذاءِ وارتفاعِ الأسعارِ ؛ تحدثَ النائبُ ” فريديْ البياضيّ ” نائبُ رئيسِ الحزبِ المصريِ الديمقراطيِ الاجتماعيِ في الجلسةِ العامةِ لمجلسِ النوابِ أثناءَ مناقشةِ منحةٍ ( الوكالةُ الأمريكيةُ للتنميةِ الريفيةِ ) وقالَ : – نشكرُ الوكالةُ الأمريكيةُ وبالتأكيدِ نوافقُ على أيِ مساعدةٍ للفلاحينَ وبصفةٍ خاصةٍ صغارِ المزارعينَ . فلاحو مصرَ همْ” جيشُ مصرَ الأخضر”ِ ؛ وكنتَ أتمنى أنْ أوجهَ الشكرُ للحكومةِ المصريةِ ؛ لكنَ هذهِ الحكومةِ قهرتْ الفلاحَ وظلمتهُ واخذتْ منهُ المحاصيلُ بأسعارِ بخسةٍ واستوردتها منْ الخارجِ بأضعافِ السعرِ ولمْ تشعرْ بقيمتهِ إلا عندَ حدوثِ أزمةٍ عالميةٍ . ؛ هكذا ختمَ حديثهُ وأضافَ النائبُ أنَ هذهِ الحكومةِ هيَ حكومةُ الفشلِ والأزماتِ ولوْ كانتْ اهتمتْ بالفلاحِ لكانَ هناكَ لدينا فائضٌ ، وختمَ النائبُ كلمتهُ بأنَ المواطنَ المصريَ يشعرُ بالقلقِ ويعاني منْ الأزمةِ ومنْ حقِ مجلسِ النوابِ أنْ يستدعيَ رئيسُ الحكومةِ ليشرحَ لنا ماذا يحدثُ وماذا سيفعلُ للخروجِ منْ الأزمةِ التي تسببتْ فيها هذهِ الحكومةِ؟! . واختتمَ حديثهُ النائبُ البياضيّ : قائلاً الفلاحونَ همْ جيشُ مصرَ الأخضرِ وهذهِ الحكومةُ هيَ حكومةُ الفشلِ والأزماتِ ” اعتراف تحتَ قبةِ البرلمانِ المصريِ بفشلِ الحكومةِ في مواجهةِ الأزمةِ الحالية؟!ِ . إنَ الغالبيةَ العظمى منْ الشعبِ يشعرونَ بالتقزمِ والعجزِ والانكسارِ أمامَ احتياجاتهمْ البسيطةِ التي أصبحتْ منْ الأشياءِ المحرمةِ عندما يشاهدونَ أوْ يمررونَ في شوارعِ المدنِ الحديثةِ كلنا نعرفُ مثلاً في مصرَ طبيعةَ المناطقِ الشعبيةِ التي تزينُ خريطةَ كافةِ المدنِ بمصر منْ صعيدها إلى دلتاها ومنْ شرقها إلى غربها وكلنا نعرفُ أينَ يعيشُ الملايينَ منْ الفلاحينَ المصريينَ الفقراءِ في بيوتٍ مبنيةٍ منْ الطينِ والقشِ ويغطيها سعفُ النخيلِ خاضتا في صعيدِ مصرَ كلَ هؤلاءِ قدْ يراودهمْ التفكيرُ ماذا أنتجَ لنا النهجُ الاقتصاديُ التي تكسوهُ الرأسماليةُ الفاحشةُ إلا الغلاءُ وصعوبةُ المعيشةِ ولمْ يأتِ معهُ أيَ تحركٍ حقيقيٍ في القيمةِ الحقيقيةِ للنقودِ ” القوةِ الشرائيةِ للجنيهِ ” التي أصبحت بعد التعويم لا قيمة لها والتي
تأتي في صورةِ مرتباتِ أوْ عائدِ أعمالٍ لأغلبيةِ هذا الشعبِ . وأيضا نتساءلُ عما هيَ الفرصُ المتاحةُ لعشراتِ الملايينِ منْ أبناءِ طبقةِ الفلاحينَ منْ خريجي الجامعاتِ . ؟ ! الذينَ لا يجدونَ فرصةُ عملٍ حقيقيةٍ ولوْ في مقهى أوْ محطةِ بنزينٍ فالغالبيةَ العظمى منْ أبناءِ طبقةِ الفلاحينَ همْ منْ المهاجرينَ غيرِ الشرعيينَ إلى أوروبا فالكثيرُ منْ هذا الجيلِ انتشرتْ ظاهرةً ، السرقةُ أمَ الدعارةِ أمُ الإدمانِ أمْ التسولِ أمْ الوقوعِ في براثنِ التطرفِ والإرهابِ أمِ الجنونِ والضياعِ ؟ فمنْ المستفيدِ الرئيسيِ منْ هذهِ التطوراتِ والتغيراتِ الاقتصاديةِ وثورةُ البناءِ والتشييدِ في مصرَ بالقطعِ المستفيدَ الشركاتِ العملاقةَ ورجالَ الأعمالِ والمستثمرينَ والبنوكِ والأجهزةِ الحكوميةِ : أما الملايين منْ المعدمينَ منْ الفلاحينَ أوْ محدودي الدخلِ سيكونونَ سعداء الحظِ في هذهِ الأيامِ إنَ لمْ يقترضوا لتلبيةِ الحاجاتِ الضروريةِ منْ أكلٍ وسكنِ وملابسَ نتيجةَ الغلاءِ الفاحشِ والصراعِ على احتياجاتهمْ اليوميةِ . إنَ مستقبلَ آلافِ الملايينِ منْ ا فلاحي مصرَ ومنْ فئاتٍ فقيرةٍ وغيرهمْ : نغامرُ بهِ بذلكَ النهجِ الرأسماليِ الذي فرضَ علينا منْ الجهاتِ المانحةِ أوْ أفرادٍ تكنوقراطٌ – ليشكلوا حكومتنا الموقرةَ والتي تصبونَ وتهرولونَ إلى نهجِ اقتصادِ ي وضعَ مستقبلُ آلافِ الملايينِ منْ الفلاحينَ البسطاءِ بمصر على حافةِ طريقِ الصعودِ إلى الهاويةِ والهلاكِ ليسَ فقطْ بلْ إنَ كلَ صورِ الحياةِ مهددةً ربما بالفناءِ إذا ظلنا نتبعُ هذا النهجِ الذي يقومُ على النظامِ الرأسماليةِ المنزوعةِ الإحساسَ بالبسطاءِ والفقراءِ والذي يعتبرهمْ وقودا لإنتاجِ الغنى الفاحشِ لأصحابِ رأسِ المالِ وغيابِ الطبقةِ العريضةِ منْ الفلاحينَ تحتَ خطِ الفقرِ ؟ ! ! “
محمدْ سعدْ عبدِ اللطيفْ ” كاتبٌ وباحثٌ مصريٌ في علمِ الجغرافيا السياسيةِ