نبذة عن بعض معانى واصول الكلمات تاريخياً
بقلم : هانى أمين
عندما نظم محمد على مدينة القاهرة قسمها إلى ثمانية أقسام، وجعل فى كل قسم منها مركزاً للبوليس أو (قره قول)، وكلمة (قره) بالتركية معناها (أسود) و(قول) تعنى أن المركز يضم طابوراً من الجنود، وقد حرفت كلمة (قره قول) إلى كلمة (كراكون) التى كانت مستخدمة إلى عهد قريب فى الإشارة إلى قسم البوليس.. ~
~ كما استخدم العامة كلمة (تمن) للدلالة على القسم، لأن القاهرة كما أسلفنا كانت بها ثمانية أقسام، وكل قسم فيها هو بمثابة (تمن) هذه الأقسام، وكان التهديد السائد آنذاك هو «هاوديك التمن». مثلما كانت أقصى عقوبة فى عهد الخديو إسماعيل هى النفى إلى مدينة «طوكر» فى السودان التى نادراً ما رجع من منفاها أحد المنفيين، وصارت كلمة «هاوديك فى طوكر» تهديداً بالغ القسوة.. ~
~ وعندما قرر الخديو إسماعيل تزويج أولاده وبناته كلهم فى حفل واحد كبير.. سمى هذا الحفل «أفراح الأنجال»، وأقيم فى الحى الذى اشتهر فيما بعد بوجود مدرسة دار العلوم التى هدمت بعد ذلك والمركز الفرنسى الذى مازال باقياً حتى الآن، وقد امتد الحفل إلى أربعين ليلة ظل فيها الحى مضاءً ومتوهجاً طول هذه الليالى، لذا سمى بعد ذلك بحى «المنيرة»، ويوجد فيه شارع حتى الآن اسمه شارع أفراح الأنجال، لكن مساحته تقلصت طولاً وعرضاً، وموقعه الحالى خلف مبنى روزاليوسف من جهة المطابع… ~
~ وكان الزعيم أحمد عرابى، بعد أن استقر فى منفاه بجزيرة سيلان، بعد الثورة العرابية، قد أعجب بفاكهة المانجو التى لم تكن معروفة بمصر، فأرسل إلى صديقه المنشاوى باشا ألف شتلة من أشجارها، فزرعها فى أطيانه، وأعجب الناس بها، لذا زرع أحمد تيمور باشا أيضاً أشجار المانجو فى مزارعه، وأطلق عليها «المانجة التيمور»، وزرع (درانت باشا)، وهو أحد الفرنسيين من حاشية الخديو عباس حلمى، المانجو فى مزارعه بالقرب من الإسكندرية، وسماها (الفونسو)، ثم انطلق الأثرياء والأعيان فى جلب شتلات جديدة، وأطلقوا عليها ألقابهم.. ~
~ ومن الطرائف التاريخية أنه عندما تولى السلطان برقوق حكم مصر حرم على الباعة النداء على فاكهة البرقوق، فكانوا يطلقون على البرقوق اسم (الأشقر) حتى انتهى عصر السلطان برقوق..
– من كتاب ~ حرافيش القاهره ~