محمد قناوي يكتب : طارق لطفي .. ممثل هوليودي في “القاهرة كابول”

حسم “طارق لطفي” تصدره السباق الرمضاني، وأصبح الحصان الأسود لهذا السباق، مع أول مشهد ظهر فيه بمسلسل”القاهرة كابول”، وكأنه اراد أن يقول للجميع، أنا هُنا ، استطيع أن أُبدع ، ولا أستحق أن أُبعد عن دراما رمضان ثلاث سنوات كاملة، ولا يستحق جمهوري ألا يراني ثلاث مواسم درامية كاملة، صحيح أن”لطفي”لم يقل ذلك بلسانه ولكن بادائه لشخصية”رمزي” قائد تنظيم القاعدة أو خليفة المسلمين في هذا التنظيم، فقد تعايش “لطفي” مع “رمزي” كأنهما شخص واحد لا تستطيع ان تفصل اي منهما ربما اقتراب الملامح الشكلية له ساعدته في الاقتراب من ملامح زعيم تنظيم القاعدة الأشهر”أسامة بن لادن”، ولكن لم تكن الملامح سببا في نجاحه في الاداء، بل أن صدقه وتعايشه مع الشخصية التي يؤديها وقدرته علي التقمص هي السر وراء النجاح الكبير الذي حققه في دور” الشيخ رمزي”، فقدم”طارق لطفي” الشخصية بطريقه متقنة وموظفة بشكل احترافي مثل حركة العيون وطريقة نطق الكلام وحركات الجسد بطريقة تجعلك تصدق أنك أمام شخصية حقيقية،فقدم الشخصية بتلقائيته شديدة وأداءا بسيطا، وهذا ليس بالأمر الهين لأن الدور يحتاج للكاريزما عالية وأداء متمكن لأنها تعتمد علي ملكة وحس فني عالي وسحر من نوع خاص وهذا ما برع فيه “طارق لطفي”

الفنان الموهوب هو من يستطيع أن يدهش المشاهد مع كل دور يقدمه، و”طارق” يمتلك تلك الميزة الخاصة التي تجمع بين الأداء المتميز والموهبة الفذة والتي تشعر بها منذ بداياته وحتي دور”الشيخ رمزي”، فقد ترك بصمة منذ ول أدواره محسن مرتجي “الوسية” وأدهم في”ليالي الحلمية”وعلاء نور الحسن في”دماء الأسفلت” ومصباح في العائلة “وحسين الشاب الرومانسي في “صعيدي في الجامعة الامريكية”وجية المنشاوي في”الليل واخره” وكين “في “جبل الحلال”  رحلة طويلة تشبه رحلة نجوم هوليود الكبار، أثقلت موهبته وانضجتها علي نارهادئة الي أن تمكن من انتزاع البطولة في “شهادة ميلاد” و”البداية”و”بين عالمين”، لذلك فوصوله الي قمة الاداء في مسلسل”القاهرة كابول”أمرا مسلما به مع ممثل يمتلك اعلي درجات القدرة علي التقمص والاتقان لاي شخصية يقدمها فقد اصبح”لطفي”نموذجا للموهبة التى صعدت السلم خطوة بخطوة ، صحيح أن مشواره كان صعبا، والآن أصبح أكثر صعوبة، فالاستمرار على قمة المنافسة ليس سهلا .

لقد اصبحت مشاهد “طارق لطفي” في”القاهرة كابول” نموذجا يجب أن يدرس في معاهد التمثيل وابرزها مشهد الحلقة الثانية من المسلسل باكملها والذي يعد اطول مشهد في تاريخ الدراما والذي امتذ وال الحلقة باكملها، والمشهد يجمع أربعة اصدقاء جيران تعاهدوا وهم اطفال فيما أطلقوا عليه “قسم البطانية” من أعلى سطح منزل في حي السيدة زينب، على الصداقة الدائمة، أقسم بالسر والعهد أن يصبح رمزي الطفل خليفة أو ملكًا على كل المسلمين، هذا الحلم رباه فيه الشيخ غريب، جارهم المتطرف، الأول الإعلامي طارق كساب “فتحي عبدالوهاب” والثاني الشيخ رمزي “طارق لطفي”، وعادل بيه “خالد الصاوي”، والمخرج خالد عبدالرحمن “أحمد رزق” الحلقة عبارة عن مشهد واحد لجلسة الأصدقاء في منزل طارق كساب في أوروبا، أصدقاء جمعتهم جيرة واحدة وفرقتهم المصائر المختلفة، لكن صراعهم واحد وهو الإسلام السياسي، وإن اختلف كل منهم في طريقة تناوله للقضية ، عادل بيه مهمته في الداخلية مكافحة الإرهاب بالسلاح، وطارق كساب إعلامي يشن هجومًا إعلاميًا على جرائم الإسلام السياسي ودولة الخلافة، والمخرج خالد عبدالرحمن، فنان يخرج أفلامًا وثائقية وفنية عن التنظيم المسلح، أما الأخير الشيخ رمزي خليفة الجماعة في أفغانستان ، جلسة الأصدقاء كانت أشبه بمباراة، استعرض كل فنان إمكانياته الفنية وقدرته على أداء المشاعر بالصمت والنظرات والإيماءات، ولغة الجسد التي كانت لها نصيب الأسد في تحدي المشهد الواحد والحوار في حلقة واحدة، تخللها ذكريات الأصدقاء في الطفولة، وذكريات الشيخ رمزي وعلاقته بحبيبته منال “حنان مطاوع” التي كان يكتب لها شعرًا مرهفًا، ظلت تحبه وعزفت عن الزواج حتى مع مرور السنوات.، يظل هذا المشهد عالقا في عقول واذهان كل جمهور “طارق لطفي” ومتابعي “القاهرة كابول”محمد

نقلا عن أخبار اليوم

يسعدنا ويشرفنا مرورك وتعليقك