ركز جيدًا في هذا المقال حتى تستوعب المقالات القادمة, لأن في القادم ما هو صادم, والقادم من السطور عبارة عن تمهيد أو تقديم للمقالات القادمة.
المثلية الجنسية هي توجه جنسي بأنواعه تجاه نفس نوع الجنس (ذكر +ذكر = Gay) أو (أنثى+ أنثى = Lesbian), أما الشذوذ الجنسي هو الخروج عن المألوف من الجنس والمعتاد عليه بالميل والانحراف عن الطبيعة الجنسية, ومن أنواعه: المثلية الجنسية, العنف أو السادية الجنسية (التلذذ بالقسوة والإهانة), والفتيشية (الاعتماد على شيء غير حي للإثارة الجسدية كملابس أو أحذية), والرمامة (الإثارة أو الولع من عرق وشم الإفرازات) وغيرها.
ويرفض المثليين الجنسيين أن يتصفوا بالشذوذ الجنسي لكون في هذا الوصف إهانة لهم, باعتبار أن المثلية الجنسية أمر طبيعي يولد به الفرد وموجود لدى الجميع مع مراعاة الفروق الفردية، وهم بذلك خلطوا الحابل بالنابل بين التحول الجنسي والمثلية الجنسية, فالتحول الجنسي من ذكر إلى أنثى, أو من أنثى إلى ذكر في حد ذاته هو أمر طبيعي يتواجد في بعض من غلبت إحدى بيولوجيته الأنثوية أو الذكورية عبر الزمن, وهذا التحول يؤخذ به بعد الإقرار الطبي للزوم وقوعه والتأكد من حيثياته الطبية, وليس اعتباطًا كما يعتقد البعض كيفما يريد التحول تحوّل بلا داعي.
ويُمثِّل علم المثلية الجنسية رمزًا لـ”حركات تحرر المثليين “، وهو يضم 6 أجزاء ملونة بألوان الطيف، الأحمر، والأصفر، والبرتقالي، والأزرق، والأخضر، والبنفسجي، حسبما يشير موقع “سلايت”.
وقد جاءت بداية ظهور العلم للمرة الأولى في الولايات المتحدة الامريكيه، خلال ما سميت بـ”مسيرة الفخر” في سان فرانسيسكو في 26 يونيو 1978، وصممه أحد فناني المدينة ويدعي، جلبرت بيكر، ليظهر بعد ذلك في جميع المسيرات الخاصة بالمثليين في بلاد العالم المختلفة، وترمز الألوان المتنوعة فيه إلى “المساواة” و”تعايش البشر من مختلف الثقافات والمعتقدات” جنبًا إلى جنب، كما أنه يهدف إلى دعم المثليين ضد ما يواجهونه من رفضٍ مجتمعي.
وقد أعدّ التقسيم الأمريكي الجديد للأمراض النفسية عام 1987, أن اللواط أسلوب حياة لا يستحق العلاج في حد ذاته, إلا إذا عانى الفرد نفسيًا من هذا المرض, ولجأ للمساعدة. وقد اتبع التقسيم العالمي للأمراض النفسية والعقلية الشيء نفسه عام 1992, بل وقد رفعت الولايات المتحدة الأمريكية المثلية الجنسية من الأمراض العقلية والنفسية عام 1973 وتبعها في ذلك منظمة الصحة العالمة عام 1990, وفي ذلك نظر!!!
ففي عام 1973 عقد مؤتمر حاشد لأطباء النفس في مدينة “سان فرانسيسكو” الأمريكية، وخرج المؤتمر- لأول مرة في تاريخ علم النفس – بتوصية تقول : “إن المثلية الجنسية ليست مرضاً، وينبغي شطبها من قائمة الأمراض، لأن المثلية ممارسة طبيعية لا تعني أي مرض أو اضطراب نفسي”
وفي عام 2015 قضت المحكمة الأميركية العليا بالسماح بزواج المثليين في عموم الولايات المتحدة بعد أن كان السماح مقتصراً على 36 ولاية فقط من أصل 50 ولاية، وبهذا التحقت الولايات المتحدة بالدول التي تسمح بالزواج المثلي، كالدنمارك وهولندا وبلجيكا وجنوب أفريقيا والبرازيل وغيرهم .
وتمهيدًا لتقبل المجتمع للمثليين, أثار دكتور جانيني جدلًا كبيرًا بسبب دراسة نشرها في دورية الطب الجنسي عام 2015 محاولةً منه لتقبل تواجد المثليين بيننا, لربطه فيها رهاب المثلية الجنسية (أو مصطلح “هوموفوبيا” أي رهاب المثلية الجنسية. وأول من أطلق هذا المصطلح عالم النفس الأمريكي جورج فينبورغ، وعرف المصطلح الجديد الذي أطلقه في ستينات القرن الماضي بـ” الخوف من الوجود بالقرب من مثليين) بالآتي:
– بالذهانية (وهي حالة نفسية تسيطر فيها أحاسيس الغضب والكراهية, أي أن المجتمع السوي عليه تقبل المثليين الجنسيين)
وآليات الدفاع غير الناضجة (والتي قد تطغى عليها المشاعر, أي أن المجتمع المنطقي عليه تقبل المثليين)
– بالإضافة إلى التعلق بالوالدين النابع من الخوف (والذي يرسخ إحساسًا بعدم الاستقرار في العقل الباطن, أي على الأسرة تقبل أبنائهم المثليين).
الليبرالية هي التي تدعو إلى الحرية والمساواة, ولولا وجود الليبرالية لما وُجِدت العلمانية, فالليبرالية تحتضن وتدعم حرية الرأي ضد من ينادي بمبدأ العلمانية التي تدعي إلى فصل الدين عن السياسة, بحجة عدم فرض أي حكومة سياسية على شعبها دينٌ معين, وعدم تأثر القرارات السياسية بالمؤسسات الدينية. وتوالى منها فصل الدين عن بقية المجالات ومنها العلم. فاللعبة هي التلاعب بالمصطلحات والمفاهيم, واحتضان كلًا منها الآخر لدعم بعضهما البعض.
لذا ستجد أن المثليين الجنسيين غالبًا ما يؤمنون بالليبرالية التي تدعوا إلى الحرية والمساواة الوهمية, فينادون آناء الليل والنهار بإثبات حقوقهم وسط مجتمع عليه أن يتقبله ويعترف به ويُعطيه الحرية الكاملة لممارسة ما يُريدون من مثلييتهم.
ولن يتحقق ذلك من وجهة نظرهم إلا بنجاح العلمانية بفصل الدين عن السياسة وعن الحياة عامةً لعدم الإقرار بحرمانية المثلية الجنسية التي تقول بها الأديان, حتى ولو وصلوا إلى إنكار الأديان (الإلحاد).
فلا تتعجب إذا علمت أن أكبر المؤسسسين والداعمين لمنظمات ومجتمعات الانحرافات الجنسية من الملاحدة, مثل: اتحاد أمريكا الشمالية للعلاقات الجنسية بين الرجال والمراهقين. وأن حركات تحرير المرأة (وباء المجتمع المستحدث) ينادي بعض زعمائها بأن المرأة الشاذة جنسيًا, أكثر النساء تحررًا, لأنها حققت الاكتفاء الذاتي بالاستغناء عن الرجل.!!!