للتاريخ ..احداث هزت العالم عام 2024 وسيناريوهات عام 2025

للتاريخ ..احداث هزت العالم عام 2024 وسيناريوهات عام 2025

بقلم : محمد الهادي – رئيس التحرير

أحداث استثنائية شهدها عام 2024 وكان لها أصداء عالميه هزت العالم أجمع لعل من بينها واهمها الإطاحة المفاجئة بحكم الرئيس السوري بشار الأسد، والفوز التاريخي لدونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وتطورات الحروب الدامية في غزة ولبنان والسودان.

وتنوعت الموضوعات التي أثارت تفاعلاً كبيراً من جانب قراء بوابة بي بي سي مصر الاخباريه ومن خلال متابعتنا المستمرة على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة خلال الأشهر الماضية،

إذ شملت قصصاً إنسانية مؤثرة وقضايا مهمة مرتبطة بصحتنا وبشؤون المرأة.

فقد صاحب مشاركة الملاكمة الجزائرية إيمان خليف في دورة الألعاب الأولمبية في باريس، على سبيل المثال، جدلا واسعا، وهو ما جعلها من أبرز الشخصيات على محركات البحث عالميا. كما كانت المخاوف المرتبطة بموجات الحر الشديد في دول عدة من أهم الأخبار التي شغلت كثريين حول العالم.

أسدل ستار المشهد الأخير من سنة 2024 بالفصل المدهش وغير المتوقع في مجريات العام العاصف، إذ مثّل سقوط نظام عائلة الأسد والذي استمر لأكثر من نصف قرن خلال 12 يوما حدثا مدويا بمجرياته وأبعاده الإقليمية وتبعاته المستقبلية.

ويذهب كثيرون إلى تشبيه ما حصل في سوريا بالانقلاب الجيوسياسي، واعتباره الحدث الأبرز خلال العام، فقد حوّل الأنظار إلى دمشق، لكنه لم يغطِ على المجازر الإسرائيلية في غزة بأحداثها اليومية الدامية منذ 7 اكتوبر 2023.

فقد أدى التغول الإسرائيلي غير المسبوق في غزة ولبنان وحربها متعددة الأبعاد والأساليب بشكل أو بآخر في المنطقة إلى سلسلة من التغييرات العميقة التي طالت موازين القوى الإقليمية، ومن شأنها أن ترسم معادلات الصراع خلال عام 2025، وربما بعدها لعقود.

وبلغ عدد ضحايا الحرب العدوانية السافرة على غزة نحو 46 ألف شهيد ونحو 108 آلاف جريح منذ أكتوبر 2023، إضافة إلى دمار غير مسبوق في غزة شمل كل مناحي الحياة، وصنفت الأعمال الإسرائيلية في غزة جرائم حرب وإبادة.

ولم تكن الحرب الإسرائيلية على غزة هي الأكثر دموية ووحشية ضد الفلسطينيين في تاريخ الصراع فحسب، بل كانت الأطول على خلاف العقيدة العسكرية الإسرائيلية، والأكثر وضوحا في تسويغ الإبادة ومحاولة تصفية القضية الفلسطينية ورسم معادلات جديدة في غزة أو الضفة الغربية وفي الإقليم بشكل عام كما أرادها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

حوّل نتنياهو المأزوم داخليا بالملاحقات القضائية والمحاط بحكومة يمينية متطرفة هجوم “طوفان الأقصى” الذي شنته حركة حماس في 7 أكتوبر 2023 إلى خطة للتدمير ومشروع لبناء ما سماه الشرق الأوسط الجديد، وذلك من خلال شن الحرب على “7 جبهات” استطاع -وفق تقديره- أن يفرض فيها قوة الردع الإسرائيلية.

ثانيا : سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد..إلى اين ؟

بعد اندلاع ما يُعرف بـ”انتفاضات الربيع العربي” في عام 2011، ظل الرئيس السوري بشار الأسد متشبثاً بالسلطة رغم الحراك المسلح المناهض لحكمه الذي تسبب في انقسام البلاد إلى مناطق تسيطر عليها القوات الحكومية وأخرى تديرها مجموعات مسلحة مختلفة.

وفي الأسابيع الأخيرة من العام 2024، بدأت فصائل مسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام هجوماً على مناطق سيطرة القوات التابعة للأسد، لتنتزع السيطرة على مدن استراتيجية، وصولاً إلى العاصمة دمشق التي فر منها الأسد ليلوذ بحليفته روسيا.

وأثارت هذه التطورات اهتماماً واسعا حول العالم بسبب الانهيار المفاجئ لحكم عائلة ظلت مسيطرة على مقاليد الأمور في سوريا على مدار عقود طويلة، وصعود قادة جدد يتزعمهم “أبو محمد الجولاني” الذي أضحى يُعرف باسمه الحقيقي، أحمد الشرع، وسط تركيز على مصير من تعرضوا للقمع خلال حقبة الأسد، ولاسيما في سجن صيدنايا.

فرغم الترحيب الواسع بإنهاء حقبة الأسد في سوريا، توجد شكوك كبيرة إزاء القادة الجدد. ولا تزال هيئة تحرير الشام التي يتزعمها الشرع على قوائم “الإرهاب” لدى الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا.

كما أثار ظهور علم شبيه بعلم حركة طالبان الأفغانية إلى جانب رئيس وزراء الحكومة الانتقالية محمد البشير تساؤلات كثيرة بشأن نهج مَن يستحوذون على السلطة حالياً. وعليه، ستكون أفعال الشرع ورفاقه خلال الأشهر القليلة المقبلة مؤشراً على مستقبل بلد يجمع مزيجا معقدا من المجموعات العرقية والطوائف الدينية.

ثالثا  : مقتل حسن نصر الله ويحيى السنوار وإسماعيل هنيه …

بداية عام 2024، كانت الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة تستحوذ على اهم عناوين الصحف والمواقع المحليه والإقليمية والعالميه ليتواصل التفاعل الكبير من جانب الملايين من مختلف المنصات على مدار الأشهر اللاحقة، مع استمرار ويلاتها وسقوط عشرات الآلاف من القتلى وتعذر التوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار وإطلاق سراح عشرات الرهائن المحتجزين حتى الآن.

وفي يوليو الماضي، قُتل إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحماس خلال زيارته للعاصمة الإيرانية طهران. وفي وقت لاحق، قالت إسرائيل إنها كانت وراء قتل هنية.

وفي أكتوبر قتل الجيش الإسرائيلي، في تبادل لإطلاق النار جنوبي قطاع غزة، يحيى السنوار، المتهم الرئيسي بالتخطيط لهجمات حماس على إسرائيل في أكتوبر 2023، والذي خلف هنية في قيادة الحركة.

وكان لانتشار الصور والمشاهد المرتبطة بقتل السنوار ردود فعل واسعة على منصات التواصل الاجتماعي.

ومع استمرار الاشتباكات بين جماعة حزب الله، والجيش الإسرائيلي عبر الحدود بين لبنان وإسرائيل، قبل أن تتحول المعارك إلى حرب فعلية في الشهور الأخيرة من العام.

وفاجأت إسرائيل الجماعة المدعومة من إيران بسلسلة من الهجمات التي أسفرت عن مقتل معظم قياداتها، وعلى رأسهم زعيمها حسن نصر الله الذي قتل في سبتمبر الماضي.

ورغم التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله في نوفمبرلا تزال الحرب دائرة في قطاع غزة. وحتى إذا تم التوصل إلى هدنة بين إسرائيل وحماس، ستظل الأزمة الإنسانية في القطاع قائمة وسط غموض بشأن مستقبله بعد الحرب.

رابعا  : مخاوف من حرب بين إسرائيل وإيران..

على وقع المعارك في غزة ولبنان، شهدنا تصعيدا غير مسبوق بين إيران وإسرائيل، ولاسيما بعد مقتل قائد كبير في الحرس الثوري الإيراني في هجوم على القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق في أبريل الماضي ومقتل هنية في طهران بعد أشهر قليلة.

وبعدما استهدفت طهران الأراضي الإسرائيلية بمئات من الصواريخ والطائرات دون طيار في الأسابيع التالية لهجوم القنصلية، ثم مرة أخرى في أكتوبر تصاعدت المخاوف من اندلاع حرب مباشرة بين البلدين، لكن ذلك لم يتحقق حتى الآن، على الأقل.

وجاء تقارير عديده تناولتها وكالات الانباء العالمية عن هذه التطورات على رأس أكثر موضوعات على منصات التواصل الاجتماعي

وفي المرحلة الحالية، على الأقل، يبدو أن الجانبين اتجها إلى نوع من التهدئة في التصعيد، دون رغبة في الدخول في حرب مباشرة.

لكن إيران، التي فقدت رئيسها المحافظ إبراهيم رئيسي فجأة في حادث تحطم طائرته في مايو خسرت أيضاً نظاماً حليفاً في سوريا بسقوط حكم بشار الأسد، وتلقت جماعة حزب الله اللبنانية الموالية لها ضربات موجعة قد لا تتعافى منها في أي وقت قريب.

خامسا  : دونالد ترامب رئيساً، مرة أخرى، بعد محاولتي اغتيال..

كانت صورة دونالد ترامب والدماء على وجهه بعد تعرضه لمحاولة اغتيال في يوليو الماضي من الصور الاستثنائية التي التقطتها عدسات المصورين في عام 2024.

وفي نوفمبر نجح ترامب في إلحاق الهزيمة بنائبة الرئيس كامالا هاريس، التي نافسته في الانتخابات الرئاسية بعدما اضطر الرئيس الحالي جو بايدن إلى الانسحاب من السباق.

ومع أن ترامب، الذي نجا من محاولة اغتيال ثانية في سبتمبركثيراً ما استحوذ على العناوين الرئيسية أثناء ولايته الأولى وبعد خروجه من البيت الأبيض إثر خسارته في انتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2020، فقد اتسم السباق الرئاسي الأخير بعناصر إثارة درامية جعلت الرئيس المنتخب على رأس عناصر البحث على موقع غوغل خلال عام 2024. كما كانت تطورات الانتخابات من أبرز ما تابعه الناس في شتى أنحاء العالم.

ومع عودة ترامب الوشيكة إلى البيت الأبيض في يناير 2025، ثمة حالة من الترقب لما سيفعله خلال ولايته الثانية، لاسيما على ضوء تصريحاته المثيرة للجدل، مثل تهديده بتنفيذ أكبر عملية ترحيل لمهاجرين غير مسجلين في تاريخ الولايات المتحدة وباستعادة السيطرة على قناة بنما وتحذيره من عواقب خطيرة قد يشهدها الشرق الأوسط إذا لم يُطلق سراح الرهائن المحتجزين في غزة.

سادسا : أزمة إنسانية كارثية مع استمرار الحرب في السودان..

خلال عام 2024، استمرت معاناة السودانيين تحت وطأة الصراع الدامي الدائر بين الجيش السوداني بقيادة رئيس مجلس السيادة، عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة، محمد حمدان دقلو المعروف بـ”حميدتي”.

وأجبرت المعارك التي ستدخل عامها الثالث في أبريل قرابة 11.5 مليون سوداني على ترك ديارهم بحثاً عن ملاذ آمن، من بينهم أكثر من 3 ملايين اضطروا للفرار إلى بلدان مجاورة.

وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن النزاع أسفر عن نزوح حوالي 5 ملايين طفل، بالإضافة إلى الإعلان عن تسجيل مجاعة في مخيم في دارفور يؤوي مئات الآلاف من المهجرين.
ومع انشغال العالم بحرب غزة، وما صحبها من اشتعال للمعارك في لبنان، وما أعقب ذلك من تطورات في سوريا، يبدو أن الجمود يكتنف المحاولات الرامية إلى تسوية النزاع السوداني.

وتحذر هيئات دولية من التكلفة المروعة لهذه الحرب التي تؤججها إمدادات أسلحة من دول عدة لطرفي النزاع.

سابعا : وفاة المئات في موسم الحج..

في يونيو الماضي توفي المئات خلال موسم الحج بسبب درجات الحرارة المرتفعة، ما أثار تفاعلاً كبيراً في دول عربية وإسلامية.

وكانت النسبة الأكبر من الوفيات من الحجاج المصريين. وعلى إثر ذلك، ألغت السلطات المصرية تراخيص العديد من الشركات السياحية التي كانت تتولى تنظيم رحلات الحج.

وفي غضون ذلك، أفاد خبراء بأن صيف عام 2024 كان الأكثر سخونة على الإطلاق في العالم، مع توقعات بأن تصبح موجات الحر أكثر تكراراً وأشد وطأة بسبب تبعات الاحتباس الحراري.

ولذا، كانت الأخبار عن موجات الحر الشديدة في مقدمة الموضوعات التي حظيت بالاهتمام في مختلف أنحاء العالم، بحسب موقع غوغل.

ثامنا  : الملاكمة الجزائرية إيمان خليف وأولمبياد باريس

أصبحت الرياضية الجزائرية إيمان خليف من أبرز الشخصيات التي جذبت الاهتمام عالمياً خلال عام 2024، وظهرت بشكل لافت على محركات البحث مع فوزها بميدالية ذهبية في دورة الألعاب الأولمبية التي استضافتها باريس في يوليو وأغسطس وسط جدل بشأن أهليتها للمشاركة في منافسات السيدات.

ولم يقتصر الأمر على الحديث عن الجوانب الرياضية أو النقاشات العلمية بشأن كيفية تحديد جنس الرياضية، إذ أسهمت تعليقات من جانب سياسيين وشخصيات بارزة، مثل دونالد ترامب والملياردير إيلون ماسك، في إثارة حملات ضد خليف.

في المقابل، انبرى فريق آخر في الدفاع عنها، كما شهدت مدن جزائرية احتفالات كبيرة بعد الإعلان عن فوزها بالميدالية الذهبية لوزن أقل من 66 كيلوغراماً للسيدات في أولمبياد باريس.

ورغم مرور أشهر على انتهاء الأولمبياد، لا يزال الجدل من حين لآخر بشأن قضية إيمان خليف.

واتخذت خليف إجراءات قانونية ضد أشخاص علقوا على مشاركتها في منافسات السيدات في أولمبياد باريس، بحسب اللجنة الأولمبية الدولية التي أعربت عن حزنها إزاء الإساءات التي تتعرض لها الملاكمة الجزائرية، التي تبلغ من العمر 25 عاما.

تاسعا :جدري القرود يثير القلق حول العالم ..

رغم أن البشرية عرفت جدري القرود لأول مرة في عام 1970، أثار تسجيل حالات إصابة به في دول عدة خلال الأشهر الماضية مخاوف واسعة حول العالم، ومعه اكتظت محركات البحث بتساؤلات عن أعراض المرض وأماكن انتشاره.

وفي يوليو الماضي أعلنت منظمة الصحة العالمية حالة طوارئ صحية عالمية بسبب الارتفاع في عدد الأشخاص الذين ظهرت عليهم أعراض الإصابة بالمرض.

ووزعت الملايين من جرعات اللقاح المضاد لجدري القرود إلى المناطق الأكثر تضررا في شرق ووسط أفريقيا للمساعدة على احتواء انتشار المرض.

عاشراً : إصابة كيت ميدلتون بالسرطان

مَثّل إعلان كيت ميدلتون، قرينة ولي العهد البريطاني الأمير ويليام، إصابتها بالسرطان في مارس الماضي صدمة للكثيرين حول العالم، لاسيما أنه جاء بعد فترة قصيرة من إعلان الملك تشارلز الثالث عن إصابته بالسرطان.

وقد كانت أميرة ويلز من أبرز الشخصيات على محركات البحث في مختلف أنحاء العالم خلال الأشهر الماضية، بحسب موقع غوغل.

وبعد الإعلان عن اكتمال العلاج الكيميائي لميدلتون في سبتمبر وصفت أميرة ويلز رحلتها مع السرطان بأنها “معقدة ومخيفة”، ثم بدأت العودة تدريجيا إلى المشاركة في الفعاليات العامة.

 

2025… العالم بين التوقعات والتنبؤات

مع بداية عام 2025، يتساءل المراقبون عن الديناميكيات والإحداثيات التي توجه صناع القرار حول الكرة الأرضية، وما إذا كان عالم الغد مغموراً بالسلام، أم مطموراً بالحروب؟!

التساؤل الأول عن شكل التعاون العالمي لتعزيز الأمن، والذي وصل إلى أدنى مستوياته، ففي حين تصاعدت حدة الصراعات، أثبتت القيادات والمؤسسات التقليدية، وفي مقدمها الأمم المتحدة، عدم فاعليتها في تحقيق إجماع عالمي واسع النطاق، أو العمل منصةً لحل النزاعات.

والدليل أن هناك محركين رئيسيين سيُحددان كثيراً من ملامح العالم المقبل، الصراع الروسي – الأوكراني، والصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، مروراً بلبنان، والمشهد السوري، وصولاً إلى اليمن، وجميعها تقود إلى التأكيد بأن النظام الأمني العالمي قد أصبح مجزأ للغاية، بحيث لا يستطيع الحفاظ على السلام، أو التفاوض من حوله.

سوف يشهد العالم بعد نحو ثلاثة أسابيع تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لولاية ثانية غير متصلة، والتساؤل: هل يُسهم سيد البيت الأبيض في تضميد جراحات العالم الثخينة أم يعمقها؟

تبدو الثنائية الأميركية حاضرة بقوة في المشهد الترامبي، ذلك أنه وفيما يعد بإيقاف الحرب الروسية – الأوكرانية في أيامه الأولى، نجد أحلامه، أو إن شئت الدقة قل أطماعه، الإمبراطورية المخيفة، فالرجل يسعى لشراء جزيرة غرينلاند الدنماركية باعتبارها ضرورة للأمن القومي الأميركي، وهو ما ترفضه الدنمارك، ثم لا يلبث أن تراوده فكرة السيطرة على قناة بنما، وغالب الظن أن ولايته هذه سوف تشهد نوعاً من التدخل العسكري في المكسيك، ثم القضية الأكبر والأخطر التي بدأت كمزحة، يمكن أن تتحول إلى واقع مخيف؛ رؤيته لضم كندا إلى الولايات المتحدة، لتصبح الولاية رقم 51 على حد تعبيره.

من الملفات الإقليمية المتشابكة مع الأوضاع العالمية، يحتل الملف الإيراني مكانة متقدمة ضمن الإشكاليات المثيرة للجدل. بالنسبة إلى إيران التساؤل هو: «هل سيكون 2025 هو العام الذي تصل فيه الحكومة الإيرانية إلى حيازة القنبلة النووية بالفعل، هذا إن لم تكن قد تحصَّلت عليها؟

من ناحية، تعمل طهران في أوقات الأزمات مثل الوقت الحاضر على تجنب الاستفزازات، ولهذا السبب قد تسعى إلى التفاوض مع الولايات المتحدة، خصوصاً قبل أن تعود العقوبات الأوروبية.

هنا تبدو العقبة الترامبية، فالرجل حازم وحاسم، تجاه إيران، ولهذا لا يُتوقع أن يفسح مجالاً جديداً للتفاوض؛ حيث تكسب طهران الوقت.

هنا تطفو على السطح علامة استفهام حول حق دول المنطقة في حيازة أسلحة نووية مشابهة، لإحداث حالة من توازن الردع النووي، ما يُفيد بإمكانية انفلات نووي مبرر لا شك.

وننطلق من الشرق الأوسط إلى الأقصى؛ حيث الأوضاع في روسيا تزداد اضطراباً يوماً بعد الآخر، وما رشح عن الاستخبارات الروسية في الأيام القليلة الماضية من تحضيرات غربية لهجمات داخل روسيا، لا يُبشر بانفراجة قريبة في المشهد المأزوم، ما يجعل خطر القارعة النووية أمراً وارداً وبقوة، خاصة في حال فشل نيات ترامب الحسنة في إيقاف الحرب مع أوكرانيا.

ليس سراً أن روسيا تبدو اليوم في الداخل أضعف من فبراير  2022، وأوضاعها الاقتصادية تواجه صعوبات، لكنها صامدة إلى حدود واضحة، وخطوط حمراء، في حال تجاوزها، ستكون اليد المميتة مثل «الكيّ» آخر أشكال الدواء، ولو اشتعل العالم.

لا يمكن للمرء أن يوفر الصين في رؤيته للعام الجديد، وتراها مقبلة في ظل أوضاع اقتصادية مغايرة لمعدلات التنمية التي درجت عليها العقدين الماضيين، في حين تسعى للاهتمام بالصعود العسكري، عبر ترسانة نووية ضخمة قادمة.

في المنطقة من حول الصين ثغراتٌ عدة كفيلة بجعل العام الجديد عام حرب شاملة، من جزيرة تايوان، مروراً ببحر الصين الجنوبي، وصولاً إلى جزيرة غوام، عطفاً على الصراع المنتظر مع أستراليا الوكيل الغربي.

أوروبا تضربها الفوضى السياسية، فقد انهار التحالف الحكومي الفرنسي، وفقد الائتلاف الألماني الحاكم مكانته.

في تقرير أصدره البنك الأوروبي «آي إن جي»، نرى أن «الفوضى السياسية تؤثر على النمو».

أوروبا اليوم بين مطرقة بوتين وسندان ترامب، والعالم في مواجهة أزمة ديون أميركية قد تؤثر على الاقتصاد العالمي، والبشرية بمواجهة ديكتاتورية الذكاء الاصطناعي، والوحش الرقمي القادم….

وبالرغم كل هذه المخاوف والصراعات مصر التى ذكرها الله في قران يتلى الي يوم القيامه تنعم بالأمن والأمان فى ظل القياده الحكيمه من الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية وفى وجود جيش عظيم قوي يحمي أراضيها وشرطه تحمي ساكنيها وقضاء عادل لتنعم بالأمن والأمان على مر الزمان ..وكفى بها نعمة.

يسعدنا ويشرفنا مرورك وتعليقك