كيف تتحكم الوساطة في صعود النجوم؟

كيف تتحكم الوساطة في صعود النجوم؟

بقلم طاهر درويش

لطالما كان الفن المصري مرآةً للمجتمع، يعكس تطوراته وتغيراته. ومع تطور الصناعة، برزت ظاهرة لا يمكن تجاهلها: الوساطة في الفن. ورغم أن المواهب الحقيقية كانت هي الأساس في صعود العديد من النجوم، إلا أن الواقع أصبح يشير إلى أن العلاقات الخاصة والوساطة أصبحت العامل الأهم في صعود العديد من الأسماء التي لا تملك الموهبة الكافية لتكون في المقدمة.

من هم النجوم الذين صعدوا بالوساطة؟

عندما نذكر الفنانين الذين استخدموا الوساطة لتحقيق النجاح، نجد أن القائمة طويلة جدًا. بعضهم يمتلك موهبة محدودة، لكن أسمائهم أصبحت في مقدمة شاشات التليفزيون والسينما بسبب علاقاتهم مع كبار المنتجين أو المخرجين.

تخيل مثلاً أن تجد فنانًا لم يقدم عملاً قويًا يستحق الشهرة، ومع ذلك تجده حاضرًا في معظم الأعمال الكبيرة، ولديه قاعدة جماهيرية كبيرة رغم أن أدائه التمثيلي لا يرقى للمستوى المتوقع.

الوساطة وتأثيرها على جودة الأعمال الفنية

الوساطة قد تؤدي إلى توجيه الأضواء نحو فنانين ليس لديهم الإبداع أو الموهبة، مما يضر بالصناعة الفنية. عندما يحتل فنان غير موهوب مكانة كبيرة، فإن هذا يعكس على باقي الأجيال الفنية الذين قد يظنون أن النجاح يعتمد على العلاقات الشخصية أكثر من تطوير المهارات الفنية.

هل هي مشكلة صناعة أم مشكلة ثقافة؟

في الواقع، الوساطة ليست محصورة في الفن المصري فقط، ولكنها ظاهرة منتشرة في كثير من الصناعات. لكن في الفن، تبدو الأمور أكثر وضوحًا. أحيانًا، قد يعتقد المنتجون والمخرجون أن الوساطة توفر لهم “النجاح السريع” في جذب الجمهور، لكن في الواقع، هذا قد يؤدي إلى تدهور المستوى الفني على المدى البعيد.

ما الذي يمكن فعله لتحسين الوضع؟

تشجيع المواهب الحقيقية: يجب على صُناع الفن أن ينفتحوا على المواهب الجديدة بدلًا من الاعتماد على العلاقات.

إعادة النظر في أسلوب اختيار الممثلين: التقييم الحقيقي للمواهب لا يجب أن يكون مبنيًا فقط على الصداقات والوساطة، بل على القدرات الحقيقية.

دعم العمل الجماعي: عندما يتم التركيز على تطوير الفريق الفني بأكمله، سيتم إنتاج أعمال أكثر إبداعًا وجودة.

وفى النهاية ،الوساطة في الفن المصري هي ظاهرة يجب مواجهتها بشجاعة، لأن الفن يجب أن يكون وسيلة لإظهار الإبداع الحقيقي بعيدًا عن العلاقات الشخصية. عندما يقتصر النجاح على الموهبة فقط، فإن صناعة الفن المصرية ستعود إلى مكانتها الحقيقية وتستعيد بريقها.

يسعدنا ويشرفنا مرورك وتعليقك