تملك مصر حياة حزبية عريقة شهدت طفرة كبيرة بعد ثورة 30 يونيو، والأحزاب المصرية أمامها فرصة جديدة للانخراط أكثر فى حوار وطنى دشنه الرئيس عبد الفتاح السيسى لتحديد أولويات العمل الوطنى خلال المرحلة الراهنة، وهذا بالمشاركة مع كافة التيارات الشبابية، ما يضع الأحزاب فى اختبار حقيقى يتطلب تنسيق مشترك ما بين القوى الحزبية الفاعلة والمؤثرة على أرض الواقع.
واقع الخريطة الحزبية المصرية اختلف تمامًا بعد أن تشكلت أحزاب خرجت من رحم ثورة 30 يونيو منها:- حماة الوطن ومستقبل وطن، والشعب الجمهورى، وغيرها من الأحزاب التى تتصدر المشهد الحزبى .
بينما تبقى الأحزاب القديمة تصارع ما بين التطوير والفناء، من بين الأحزاب العريقة التى تحاول بإصرار نفض الغبار عن نفسها وحجز مكان لنفسها فى خريطة الأحزاب بالجمهورية الجديدة هو حزب الوفد، بينما تحافظ غالبية الأحزاب الأخرى على نمط عملها التقليدى دون تطوير ملحوظ، ما أضعف أداءها السياسى وأيضًا الاجتماعى فى الشارع المصرى، فمن بين أكثر من 100 حزب يتواجد ما يقرب من 20 حزب فقط تحت قبة البرلمان 5 أحزاب منها لديها هيئات برلمانية حيث يزيد عدد نوابها عن 10 نواب داخل المجلس، وهى أحزاب مستقبل وطن، وحماة الوطن، والشعب الجمهورى، والوفد، ومصر الحديثة، ومن ثم يمكن رؤية الخريطة الحزبية للجمهورية الجديدة، والتى ستعتمد على تلك الأحزاب بشكل أساسى.
الأحزاب المصرية الآن فى اختبار سياسى هام بعد توجيه الرئيس بحوار وطنى يهدف لتحديد أولويات العمل خلال المرحلة الراهنة، اختبار يمكن أن تُقاس عليه قدرة الأحزاب المصرية على المشاركة الفعلية فى صناعة القرار المصرى خارج الإطار التقليدى المُتعلق بالبرلمان، وهذا عبر مساحة جديدة أتاحها الرئيس للحوار والنقاش بما يخدم مصلحة الوطن، وبالتالى استغلال الأحزاب لهذه الفرصة يجب أن يكون على قدر أهمية الحدث، مع مراعة كافة المُتغيرات الإقليمية والدولية وأيضًا التحديات الداخلية، لنشهد حوارًا مُرتبًا من حيث الأولويات التى تتفق وأهداف كل حزب ووفقًا لما يخدم مصلحة الوطن.
محاور عدة على قائمة ترتيب الأوليات يجب أن تنظر إليها الأحزاب السياسية قبل المُضى نحو جلسات الحوار سواء على الصعيد السياسى أو الاقتصادى أو الاجتماعى أو الثقافى أو غيرها من الأصعدة، بينما يمكن القول أن الجميع سيتفق على عدة أولويات من ضمنها أهمية استكمال المشروعات القومية الفاصلة فى تاريخ مصر وعلى رأسها مشروع “حياة كريمة”، بجانب مواصلة العمل فى خطط الدولة التنموية والإصلاحية فى مجالات الاقتصاد، وأيضًا الهيكلة الإدارية، مع إعطاء الأولوية لمشروعات الأمن الغذائى، والأمن السيبرانى، وتكثيف الاهتمام بمظلات الحماية الاجتماعية وغيرها من أدوات مواجهة التحديات الراهنة التى يفرضها علينا الواقع العملى، فمصر قلب العالم والنقطة الجيوساسية الأهم على الخريطة العالمية، ومن ثم ترتيب أولويات العمل فى الداخل المصرى يجب أن يتفق والمتغيرات الدولية والتحديات الداخلية، ما يصعب الاختبار على الأحزاب ولكن جودة الحياة الحزبية الآن تُبشر بنتائج إيجابية مُنتظرة من أحزاب الجمهورية الجديدة.
تحيا مصر
حفظ الله الوطن