انفراد عبله كامل بعدم استخدام الماكياج الصارخ، والتلقائية في الأداء التمثيلي
كتب/ زكريا يحيى عراقي
النجمة الكبيرة والفنانة المبدعة عبلة كامل تتميز بأنها ممثلة تلقائية ولا تفتعل الأداء التمثيلي، بل إنها واحدة من القليلات اللاتي يظهرن على طبيعتهن أمام الكاميرات، كما أنها تتمتع بموهبة كبيرة وملامح مصرية أصيلة مغلفة بالخجل والهدوء، مما جعلها تدخل قلوب محبيها من الباب الواسع، وقد أبدعت وأجادت تجسيد الشخصيات العشوائية والمهمشة بصورة مذهلة بقدر إجادتها تجسيد الشخصيات الراقية، والفنانة عبلة كامل تتفرد بين زميلاتها الممثلات بكونها لا تستعمل الماكياج الصارخ، وتقلل كثيرا من استعمال أدوات التجميل، كما أنها ليست من صاحبات الأظافر الطويلة مختلفة الألوان، فهي فنانة غير متكلفة بطبيعتها وتمتاز بالبساطة والتواضع، وهي كممثلة لا تعتمد في أدائها على جمالها ولا على أسلوب الأداء المسرحي الانفعالي أو الافتعالي، كما أنها ليست من هواة الظهور في الوسائل الإعلامية بكافة أشكالها، لدرجة أنها تخشى الكاميرا الفوتوغرافية، وليست لها صور خاصة خارج أعمالها الفنية إلا في أضيق الحدود، والفنانة عبلة كامل نجمة كسرت جميع القوالب المتعارف عليها في نجومية الفنانات، فهي نجمة بأدائها وموهبتها، وليس بأي شيء آخر، وتقول عبلة كامل عن نفسها إنها تعاني من فوبيا الأجهزة الكهربائية، فهي لا تشغل مروحة أو تكييف أو جهاز تليفزيون بنفسها أبدا، كما أنها تعاني من فوبيا الأماكن المرتفعة، وكذلك هي تخشى وقت الغروب، وتتجنب التواجد خارج المنزل في هذا التوقيت، بل إنها تصل بها درجة الخشية من وقت الغروب أنها تغلق الأبواب والشبابيك حتى لا تشاهد لحظة غروب الشمس، والفنانة عبلة كامل من مواليد قرية نكلا العنب مركز إيتاي البارود محافظة البحيرة في يوم 17 سبتمبر في سنة 1960، وهي حاصلة على ليسانس الآداب قسم مكتبات سنة 1984، وعملت في بداياتها الفنية مع أكبر المخرجين المصريين، مثل المخرج يوسف شاهين في فيلم “الوداع يا بونابرت”، والمخرج بشير الديك في فيلم “الطوفان”، والمخرج رأفت الميهي في فيلم “للحب قصة أخيرة”، كما عملت مع الفنان محمد صبحي في مسرحية “وجهة نظر”، وعملت مع المخرج إسماعيل عبد الحافظ في مسلسلي “الشهد والدموع” و”ليالي الحلمية”والفنانة عبلة كامل بدأت مسيرتها الفنية بمشاهد معدودة، ثم أصبحت واحدة من نجمات الشباك القليلات في مصر ولو نظرنا لمسيرة الفنانة عبلة كامل السينمائية فسوف مجد أنها قد جاءت من الصفوف الخلفية، وسرعان ما تقدمت الجميع، وذلك بفضل موهبتها الفنية الجبارة وأدائها الرهيب، وهي واحدة من النجمات القليلات القادرات على أداء مختلف الأنماط والشخصيات، فلو شاهدناها مثلا في أفلام “سيداتي آنساتي”، و”سواق الهانم”، و”هيستريا”، فسوف نجد أنها مقنعة جدا في أدوارها، وذلك رغم تعدد أدوارها وتباينها، ووصلت الفنانة عبلة كامل بعد ذلك إلى مرحلة أفلام “سيد العاطفي”، و”اللمبي”، و”عودة الندلة”، و”كلم ماما”، وهي المرحلة التي جسدت فيها الأدوار الكوميدية الصارخة، ولو تمعنا في هذه الأفلام فسوف نجد أن الفنانة عبلة كامل قد أصبحت هي المعادل النسائي لشخصية “اللمبي”.
وبرغم أن بعض النقاد قد اتهموها بتغيير نمط أدوارها، والبحث عن البطولة بصرف النظر عن محتوى ما تقدمه من أفلام، إلا أن الفنانة عبلة كامل قد استطاعت إثبات وجودها، وتصدرت شباك التذاكر وحققت أعلى الإيرادات، وأصبحت نجمة سينمائية من طراز مختلف، فهي لا تعتمد على أنوثتها أو جمالها، بل ظهرت وهي ترتدي في معظم أعمالها ملابس المرأة الشعبية المصرية العادية، واستطاعت الفنانة عبلة كامل أن تحتل مكانة متميزة في الأعمال التليفزيونية، فبعد مرحلة مسلسلي “الشهد والدموع” و”ليالي الحلمية” قدمت مسلسلات “ضمير أبلة حكمت” و”المال والبنون” و”هيما” و”امرأة من زمن الحب” و”أين قلبي” و”هوانم جاردن سيتي” وغيرها، حتى قامت بأداء دور عمرها في مسلسل “لن أعيش في جلباب أبي” وهو دور فاطمة كشري، والذي نقلها نقلة كبيرة، وجعلها واحدة من نجمات الصف الأول في التليفزيون المصري، والعجيب أنها قد جسدت فيه شخصية الأم لشاب وأربع شابات وكان عمرها في ذلك الوقت 36 سنة فقط، وهي بذلك تعد واحدة من الفنانات القليلات اللاتي قمن بأداء أدوار أكبر من عمرها الحقيقي، وقدمت بعد ذلك “سلسال الدم” و”ريا وسكينة”، وهي مبتعدة حاليا عن العمل الفني ورغم ابتعادها نفت اعتزالها أكثر من مرة، وعلى صعيد حياتها الشخصية فقد ارتبطت الفنانة عبلة كامل بالزواج من الفنان أحمد كمال وأنجبت منه بنتين توأم، ولكنهما انفصلا ووقع الطلاق بينهما، ثم بعد ذلك بسنوات طويلة ارتبطت الفنانة عبلة كامل بالزواج من الفنان محمود الجندي، ولكن زواجهما لم يطل حيث أنه قد انتهى أيضا بالطلاق بينهما قبل مرور سنتين على هذا الزواج.