سيد حسين يكتب.. تخطيط الأطلنطي.. وضرب مصر
لا نقصد اجترار أحزان وجيعة وفجيعة نكسة يونيو 1967 التي لم تكسر عزيمة مصر. ولم تفرض عليها إرادة العدو التى كان يتمناها بل وقفت ناهضة بعد أيام تلملم جراحها معلنة تحديها لتلك النكسة. فالسم الذي لا يقتل الإنسان يزيده قوة.
أعلنت مصر عبد الناصر تصميمها القوي علي الثأر من أعدائها فكانت حرب الاستنزاف العظيمة التي بدأتها في شهر يونيو نفسه حتي تحقق العبور في أكتوبر 1973.
إنهم المصريون الذين وصفهم الحجاج الثقفي بأنهم “أهل قوة وجندهم خير أجناد الأرض. هم صخرة في جبل كبرياء الله”.
وإذا كان التاريخ هو أحداث الماضي لفهم الحاضر والتنبؤ بالمستقبل فهذا يجعلنا نستند إلي المؤرخ الكبير د.رءوف عباس في مقاله “حلف الأطلنطي وراء ضرب عبدالناصر ومحاولة تصفيته” نشره في مجلة الهلال في يونيو 2001 ثم أعيد نشره ضمن مجلد ضخم للدكتور رءوف عباس تحت عنوان “صفحات من تاريخ الوطن” تحرير المؤرخ الكبير د.عبادة كحيلة وأصدرته دار الكتب والوثائق القومية عام 2011.
أظن أن هذا المقال لم يلتفت إليه كثيرون لا في المجلة أو المجلد في صفحاته من 345 حتي 351.
إنه مقال يقرع الأسماع وينير البصائر بالضوء الكاشف الوهاج ليقول لنا هؤلاء هم أعداؤكم فماذا أنتم فاعلون؟!
مقال مزلزل نفس كل مصري يزيح الأوساخ والأدران عن عقول البعض التى قد لوثتها الآلة الإعلامية الغربية الأمريكية وأذنابها تلك العقول التي ضاع منها وأضيع عنها معرفة العدو!!
لقد تم التخطيط لضرب مصر في يونيو 1967 في شتاء 1964 كما يذكر د.رءوف عباس بطلب من تركيا وبتخطيط ودعم الغرب الأوروبي الأمريكي بأداته اسرائيل الصهيونية.
ورصد د.رءوف عباس أن مجلس حلف الأطلنطي قد عقد ثلاث جلسات لمناقشة ورقة العمل التركية وقد اطلع د. رءوف علي محضر الجلسة الأولي منها في النسخة البريطانية من وثائق الاجتماع أما الجلستان الأخريان فلن يسمح بالاطلاع عليهما إلا بعد مرور خمسين عاماً “أي في عام 2014”.
ولأن المؤرخ الكبير د.رءوف عباس قد انتقل إلي رحمة الله في عام 2008 أي قبل فترة السماح علي الاطلاع علي الجلستين الأخريين عام 2014 ولأننا صرنا الآن في منتصف عام 2018
الأمر الذي يدعونا لنسأل هل اطلع سياسيونا ومؤرخونا علي الجلستين الأخريين لحلف الأطلنطي اللتين كانتا من المفروض أن يسمح بالاطلاع عليهما عام 2014 ونحن الآن في منتصف عام 2018 ؟
أجد من الأهمية بمكان أن أصرخ داعياً المؤرخ الكبير د.جمال شقرة رئيس لجنة التاريخ بالمجلس الأعلي للثقافة كما كان رئيساً لمركز بحوث الشرق الأوسط بجامعة عين شمس لاستكمال ما بدأه د.رءوف عباس وعقد مؤتمر بالمجلس الأعلي للثقافة عن وثائق الحلف الأطلطني كما أدعو شيخ المؤرخين د.عاصم الدسوقي أن يميط اللثام في التحليل التام لتلك الوثائق وفضحها.
أيضاً أدعو المجلس المصري للشئون الخارجية برئاسة السفير د.محمد منير زهران وأمينه العام السفير د.عزت سعد وهما علي ثقافة واسعة وبجهودهما الدبلوماسية الفائقة ليقوم المجلس الذي أعلم دوره العظيم ليعقد ـ أيضاً ـ مؤتمراً عن أهمية كشف وثائق الأطلنطي وجنايته علي مصر.