جغرافيةً المواجهةِ بينَ إيران وإسرائيلَ جيوسياسيا ! !

جغرافيةً المواجهةِ بينَ إيران وإسرائيلَ جيوسياسيا ! !

بقلمً : – محمد سعدْ عبدِ اللطيفْ ؛ مصرَ – . . .

 

أصدقاءُ الأمسِ أعداءَ اليومِ وأعداء الأمسُ أصدقاءُ اليومِ ؛ منذُ حواليْ نصفِ قرنٍ كانتْ إيران الشاهَ أهمَ شريانٍ للطاقةِ لإسرائيل والصديقِ الاستراتيجيِ والأمنيِ  وكان الشاه رضا بهلوي رجلِ أمريكا الأولِ ( شرطيُ الخليجِ ) في منطقةٍ مهمةٍ في العالمِ ؛ ومعَ رحيلِ حكمِ الشاهِ وسقوطِ عرشهِ ، ظهرَ صراعٍ جديدٍ معَ حلفاءَ وأصدقاءْ الأمسَ القريبَ ( تبني ولايةِ الفقيهِ العداءِ .

 

برفعِ شعارِ الموتِ لأمريكا وإسرائيلَ وبدأتْ لعبةُ الشطرنجِ في الشرقِ الأوسطِ ! ! في حواليْ الساعةِ الثامنةِ مساءَ يومِ السبتِ الماضي بتوقيتِ غرينتش / الموافقَ / 27 / 1 / 2023 / هجومٌ بطائراتِ مسيرةٍ في مدينةِ أصفهان الواقعةِ وسطَ إيران في قصفِ موقعٍ عسكريٍ مركزِ تصنيعٍ حربيٍ وسطَ المدينةِ ؛ وقالَ شهودُ عيانٍ إنهمْ سمعوا دويُ انفجاراتٍ كانتْ شديدةً ومنْ ” المعروفِ عنها أنها مركزُ تصنيعِ الصواريخِ والطائراتِ المسيرةِ ! ! وقالَ البيانُ الصادرُ عنْ وزارةِ الدفاعِ الإيرانيةِ بأنَ الهجومَ فشل في تحقيقِ أهدافهِ جاءتْ الضربةُ في وقتٍ تجري الولاياتُ المتحدةُ وإسرائيلُ محادثاتٍ لبحثِ سبلٍ جديدةٍ وكيفيةِ مواجهةِ برنامجِ إيران النوويِ وطموحاتها بدورها ، نقلتْ صحيفةً ” وولْ ستريتْ جورنالُ ” يومَ الأحدِ الماضي عنْ مسؤولينَ أميركيينَ وأشخاصٍ أنَ الذي نفذَ الهجومُ على أصفهان هيَ إسرائيلُ .

 

وقالتْ إنَ الهدفَ منْ المنشأةِ لمْ يكنْ واضحا ، ولا الضررُ الذي أحدثتهُ الضربةُ .

 

وهذا ما اكدتهْ صحيفةَ ” نيويورك تايمزْ ” أنَ إسرائيلَ هيَ التي نفذتْ الهجومَ عبرِ طائراتِ مسيرةٍ ، مما أسفرَ عنْ انفجارٍ كبيرٍ في وسطِ مدينةِ أصفهان السبتَ الماضيَ . وقدْ أفادتْ ” القناةُ 12 ” الإسرائيليةِ يومَ الأحدِ الماضي بأنَ الهجومَ استهدفَ منشأةً لصناعةِ الطائرةِ المسيرةِ ” شاهدَ 136 ” ، وقالتْ : إنَ الطائراتِ المسيرةَ المهاجمةَ انطلقتْ منْ موقعٍ قريبٍ عبرَ مشغلينِ ” على درجةٍ عاليةٍ منْ الاحترافِ ” ويعرفونَ هدفهمْ جيدا .

 

جمعُ الهجومِ بينَ معلوماتِ غايةٍ في الدقةِ وقدراتِ تكنولوجيةٍ متطورةٍ للغايةِ .

 

وجاءَ الهجومُ معَ بدءِ زيارةِ وزيرِ الخارجيةِ الأميركيِ ، ” أنتوني بليكنْ ” ، زيارةٌ إلى المنطقةِ ، هيَ الأولى لهُ منذُ عودةِ ” بنيامينْ نتنياهو ” إلى منصبِ رئيسِ الوزراءِ ، فضلاً عنْ الضربةِ حدثتْ في نفسِ اليومِ الذي كانَ فيهِ مديرُ المخابراتِ المركزيةِ الأميركيةِ ، ” وليامْ بيرنزْ ” ، في تلِ أبيبَ ؛ منْ قبلِ طائراتِ مسيرةٍ إسرائيليةٍ ؛ – كما أكدتها صحفٌ أمريكيةٌ هلْ واشنطن وأدواتها في المنطقةِ أعطتْ الضوءَ الأخضرَ لقصفِ أصفهان ، للانتقامِ منْ المساعداتِ الإيرانيةِ لروسيا في حربها في أوكرانيا ؟ ! كانت التقاريرِ التي ربطتْ المنشأةُ المستهدفةُ بصناعةِ الطائرات المسيرةِ الإيرانيةِ ” شاهدَ 136 ” .

 

التي أصبحتْ جزءا منْ المعداتِ العسكريةِ الروسيةِ في الحربِ الأوكرانيةِ ؛ – وكانتْ تغريدةُ مستشارِ الرئيس الأوكرانيِ ” ميخايلوْ وبدولياكْ ” قالَ فيها إنَ الضربةَ في أصفهان مرتبطةً بالحربِ في أوكرانيا وفتحِ هذا الأمرِ البابِ أمامَ احتمالاتٍ أخرى بشأنَ الفاعلينَ غيرِ إسرائيلَ ، لكنَ مسؤولينَ أميركيينَ قالوا ، دونُ أنْ يكشفوا أسمائهمْ ، أنَ إسرائيلَ هيَ التي نفذتْ الهجومَ وبدافعِ منْ مخاوفها الأمنيةِ وليسَ للأمرِ علاقةً بما يجري في أوكرانيا . وقبلَ أسابيع ، أعلنَ مسؤولونَ أميركيونَ علنا بأنَ طهرانَ منْ أبرزَ مزودي روسيا بالطائراتِ المسيرةِ التي تستخدمها في حربِ أوكرانيا .

 

وأعربوا عنْ اعتقادهمْ أنَ روسيا كانتْ تحاولُ أيضا الحصولَ على صواريخَ إيرانيةٍ لاستخدامها في الصراعِ .

 

، حروبٌ بالوكالةِ ومعادلةِ استفزازِ منْ واشنطن جديدةً ضدَ طهرانَ ، سواءً في الداخلِ أوْ الخارجِ الإيرانيِ ، أوْ معَ حدودِ إيران في العراقِ وأذربيجان التي أصبحتْ مسرحَ قلقٍ لإيران لتواجدِ الإسرائيليينَ بها وامتدادِ حدودها الشاسعةِ معَ إيران حواليْ 900 كمٍ ، ، الأمرُ الذي يؤكدُ ، بأنَ هناكَ تصعيدٌ ممنهجٌ ومدروسٌ تجاهَ إيران منْ ” واشنطن ” ، رغبةٌ منْ واشنطن لإجبارِ إيران على تغييرِ سياستها في منطقةِ الشرقِ الأوسطِ ، ودفعها لتقديمِ تنازلاتٍ في ملفاتٍ أهمها ” الملفُ النوويُ ؛ وفي سوريا ولبنانَ ، واليمنُ ، ” كذلكَ وجودها في الحربِ الدائرةِ شرقَ أوروبا وجميعِ ملفاتِ الشرقِ الأوسطِ ، ماذا تريدُ أمريكا في ظلِ هذا الوضعِ العالميِ باتجاهِ التصعيدِ بينَ إيران وإسرائيلَ ، ولكنَ إيران أصبحتْ خبيرةٌ في استثمارِ الأزماتِ والتصعيدِ ضدها .

 

وأصبحَ الصراعُ الإيرانيُ الإسرائيليُ يتسعُ جغرافيا . . . منْ تهديداتٍ جيوسياسيةٍ بعدَ قيامِ الثورةِ الإيرانيةِ عامَ 1979 م واتفاقيةِ ” كامبْ ديفيدْ ” في نفسِ العامِ ، ظهرَ صراعٍ جديدٍ منْ ” جغرافيةِ الصراعاتِ الجيواستراتيجيةِ ” .

 

بينَ أصدقاءِ الأمسِ وأعداء اليومُ . وقدْ بدأَ معَ الحربِ الأهليةِ في لبنانَ في ظهورِ حزبِ اللهِ ، وقدْ تطورَ هذا الصراعِ في حروبٍ بالوكالةِ وتصفيةِ حساباتِ خارجِ الحدودِ الجغرافيةِ منْ عملياتِ اغتيالاتٍ متبادلةٍ بينَ ” طهرانَ وتلِ أبيبَ ” منْ الاتهاماتِ الإسرائيليةِ بتنظيمِ شنِ هجماتٍ على إسرائيليينَ في كلا .

 

منْ ؛ – ” جورجيا والهندِ وكينيا وتايلاند وبلغاريا – وقبرص ، وكانَ ردا على الاغتيالاتِ التي تعرضَ لها علماءَ نوويينَ في إيران وخارجها ، منْ قبلِ عناصرَ منْ الموساد وتصفيةِ القائدِ في حزبِ اللهِ ” عمادْ مغنية وآخرينَ ” .

 

وبدأتْ إسرائيلُ منْ مراقبةِ إيران وتحركاتها وسياساتها في جميعِ المستوياتِ كافةً ، موضعُ مراقبةٍ حثيثةٍ منْ قبلِ الإسرائيليينَ ؛ هذهِ المقاربةِ تنطوي على جملةٍ منْ التحدياتِ والتعقيداتِ ، والتي لا تبتعدُ عنْ عمقِ التحولاتِ في عمومِ المنطقةِ معَ الأحداثِ في سوريا ووصولِ إيران على الحدودِ الإسرائيليةِ معَ الجولان وتبادلِ العملياتِ العسكريةِ بعدَ الهجماتِ منْ الطيرانِ الإسرائيليِ على مواقعَ إيرانيةٍ داخلَ سوريا ، فضلاً عنْ ذلكَ ، فإنَ التطوراتِ قربِ الحدودِ الإيرانيةِ في دولِ القوقازِ وخاصتا معَ أذربيجان الحليفُ الأمريكيُ والإسرائيليُ ، كانتْ ولا تزالُ ، تحتَ المجهرِ الإسرائيليِ ، إذْ تراقبُ المحافلُ الأمنيةُ والعسكريةُ الإسرائيليةُ ، التوتراتُ المتصاعدةُ بينَ إيران وأذربيجان ، خاصةً أنَ لتلكَ التطوراتِ ، لها تأثيرا مباشرا على إسرائيلَ ، ليسَ منْ بابِ التدريباتِ العسكريةِ التي تجربها إيران كلَ فترةٍ ، على حدودها الطويلةِ معَ أذربيجان ، والتي تزيدُ مخاوف الأذرييجانْ ، بلْ يضافُ إلى ذلكَ ، حجمُ الهواجسِ الإسرائيليةِ والذي ترجمَ منْ خلالِ تزايدِ التواجدِ الإسرائيليِ ، في عمومِ مناطقَ القوقازِ ، وتحديدا أذربيجان حليفةَ إسرائيل الإستراتيجيةَ .

 

وهيَ الهواجسُ الإيرانيةُ التي صرحَ بها كبارُ الدبلوماسيينَ في اللقاءاتِ الصحفيةِ إنَ إيران لنْ تتسامحَ بكلِ تأكيدٍ معَ أيِ تغييرٍ ، ” جيوسياسي ” وفي خارطةِ القوقازِ ، ولدينا مخاوفُ جديةٌ حيالَ تواجدِ الإسرائيليينَ في هذهِ المنطقةِ ” ، ولعلَ ما لفتَ انتباهُ الإسرائيليينَ بصورةِ لافتةٍ ، التسميةُ التي أطلقتها طهرانُ على مناوراتها العسكريةِ على حدودِ باكو باسمِ ” فتحِ “خيبرُ ” ، باعتبارَ أنها ” لنْ تسمحَ لإسرائيل بالوصولِ إلى حدودها ” ، مما يعني أنَ المخابراتِ الإيرانيةَ وعملياتها الميدانيةَ تأخذُ السياقَ الإسرائيليَ بعينِ الاعتبارِ ، لا سيما بعدَ اغتيالِ رئيسِ البرنامجِ النوويِ ” محسنٍ فخري زادهْ ” وإحضارِ الأرشيفِ النوويِ الإيرانيِ لإسرائيل منْ قلبِ طهرانَ ، وسلسلةَ التفجيراتِ في مراكزِ تطويرِ المشروعِ النوويِ .

 

هلْ تشهدُ المنطقةُ مواجهةً عسكريةً مباشرةً ولكنَ ملعبَ المواجهةِ لمْ يتحددْ بعدٌ ؟ ! ” محمدْ سعدْ عبدِ اللطيفْ ” كاتبٌ مصريٌ وباحثٌ في علمِ الجغرافيا السياسيةِ ”

 

http://saadadham 976 @ gmail . com

يسعدنا ويشرفنا مرورك وتعليقك