السيناريست محمد دنيا ومعركته مع الفكر الفضال
حوار : إنتصار أحمد
فى العام التالى على التوالي يشارك الكاتب والسيناريست محمد دنيا بكتابه الفكر الضال وعندما سألناه لماذا الفكر الضال للعام الثانى على التوالي هل حدث لك نوع من الجفاف الإبداعي ؟
أجاب ..
بالتأكيد لا أنا اعيش لأجل رسالتى وسأظل أكتب إلى المنتهى ولكن كل ما هنالك أنني أعمل على مسلسل درامي بدأت فيه منذ حوالى عام ونصف وقربت من الإنتهاء منه ، أيضا فى هذه الفترة قمت بكتابة فيلم سينمائي وقد إنتهيت منه وجاهز للتصوير عوضا عن تحضيري لفيلم وثائقي “عمر لورانس السينما” عن الفنان العالمي عمرو الشريف والذى يرصد صعود الفتى عمر إلى قمة الإبداع السينمائي بل وشرعنا فيه بالفعل وتم التنسيق فى هوليوود لكى نأخذ أراء بعض من الممثلين والمخرجين الذين تعامل معهم عمر الشريف وهذا العمل بالخصوص أنا متشوق للإنتهاء منه لأنه يخص السينما التى أحبها من كل قلبي وسأتحدث هنا عن السينما وعن عمر بكل طلاقة وتناغم عما بداخلي لهذا الفن العظيم الذى يدعى السينما … وسبق لى إن قدمت فيلم إمبراطور السينما عن الفنان الرائع محمود يس فى العام الماضى فا أنا أفعل كل هذا لأننى أحب السينما.
وعن إجابتى إننى لدى جفاف إبداعي فالكتابه أمر صعب للغاية فأنت تخلق أشياء من العدم ،تخلق حياة من اللاحياة فهذا يتطلب جهد كبير للغاية .. يتطلب هذا أن تبتعد عن ضوضاء ملايين من البشر وحتى أصوات السيارات التى تسير فى الشارع وتشاجر المتشائمين وهذا الهاتف الذى أصبح بين أيدينا الذى بمجرد أن تفتحه تجد نفسك تتوسط الكرة الأرضية بكل ما فيها من نزاعات وحقد ودغائن ، ينبغى على الكاتب أن يبتعد عن كل هذا لكى تأتيه الحالة الإبداعية فيبدع ،هل علمت الأن المشقة التى تقع على عاتق الكتاب فى العموم وليس أنا وحدي ..
عما يتحدث الفكر الضال ؟
هذا الكتاب كتبته فى أثناء وجود الوباء اللعين كرونا عندما كان الموت يخيم على المشهد العام ، موت فى كل مكان ،خوف فى الشوارع إحتباس قصري للحرية فمن هنا أحسست إنني لابد أن أكتب كتاب يكون به إلمام عن كامل ما أتمناه لوطنى ولبني وطني وللإنسانية جمعاء لأننى جائنى شعور أنه قد يكون أخر كتاب لي لأن الموت كان يخيم على المشهد العام بسبب هذا الوباء وبرغم إنني لا أخاف الموت ولكن شعرت أنه قريب وهذا كان كافيا ، فصنعت كتابي الفكر الضال لكي يظل نورا للجميع وكأننى كنت أبلور رسالتى فى هذا الكتاب ربما لأننى رأيت الخوف والموت وهذا ماجعلني أشعر أنني لابد أن أكتب إنتصارا على الخوف ومعاداة للموت ..فمن هنا ولد كتابي الفكر الضال .
لما سميته الفكر الضال ؟
أولا لأن الحياة فى مجملها قائمة على أفكار فأنت مثلا عندما تريد أن تبنى منزلا فتلك هى فكرة ثم بعد ذلك تأتيك خيالات عن تصميم هذا البيت وكيف يكون ،فهذه الخيالات هى الأفكار التى صنعت لك المنزل ، فبناء الحياة لايختلف كثيرا عن بناء منزلك سواء من بداية الهدف ثم التخطيط والتصميم للوصول اليه لبناء حياتك .
وماذا عن محتوى الكتاب ؟
عندما بدأت هذا الكتاب إخترت أن يكون سلس بحيث يناسب الكبار والصغار وبه صياغة أدبية جذابة وغير منفرة ،أما عن محتوى الكتاب تطرقت إلى من هو الإنسان وكيف الحياة ومن هذا الفكر الضال اللعين الذى يريد أن ينقض على الإنسان ليغتصب حياته ..
وكتابي هذا نال الكثير من الإستحسان من جانب المفكرين والكتاب أصدقائي وكثير من القراء وأتمنى إن يصل إلى أكبر عدد من القراء لأن هذا مايهمنى فى المقام الأول .
وبما تحلم لك وبما تتمنى لهذا الكتاب ؟
الأن ليس لدى حلم أنا لدى حقيقة ولابد أن أعيش لأجلها والحقيقة هنا أن أظل أكتب وأكتب ولكن فى مرادف هذه الحقيقة لدى كابوس يراودنى من حين لأخر وهو أن يجف قلمي ولا أجد أحبار لكى أكتب هذا ماسوف يؤلمني كثيرا ، أما كتابى الفكر الفكر الضال أتمنى له أن يوضع فى كافة المكتبات المدرسية لدى الطلاب ليكون أمام مرمى أعينهم حتى يصبح لهم عونا فى محاربة الفكر الضال المارق هذا، أتمنى أن ينير كتابى لهم الطريق وأعتقد إنى فى المستقبل قد أفعل هذا ولو على نفقتي الخاصة لأننا ليس لدينا سوى المستقبل فمن هنا الوجوب علينا أن نبذل كل مانملك لأجل أبناء وطننا العزيز مصر .