إن كان التصنيف الأمريكي للأمراض النفسية, ومنظمة الصحة العالمية لا يُعدّان المثلية الجنسية مرضًا نفسيًا وأنه أمرٌ طبيعي, وأيد ذلك الكثير من علماء النفس.
ومن أمثال هؤلاء فرويد بعد أن استنتج استنتاجٍ مفاده أن: “المثلية الجنسية كانت “شيء لا يُخجل منه وليست بالرذيلة أو بالانحطاط، ولا يمكن تصنيفها كمرض، بل هي اختلاف في الوظيفة الجنسية”. وذلك بعد فشله في علاج المثليين بالتحليل النفسي والتنويم بالإيحاء.
وهذا لأن فرويد له نظريته في أصل سلوكيات الإنسانية بل قد ثبت خطأ فرويد في هذا الأمر حين قال أن سلوكيات الإنسان ترجع إلى دوافع فطرية غريزية هما العدوانية والجنس، وقد ثبت بعد ذلك خطأ هذ المفهوم وحل محلها دوافع أخلاقية ودينية غريزية ومكتسبة.
إلا أن الدكتور عبد المنعم حفني قد صنَّفه في موسوعته للطب النفسي – المجلد الأول- ضمن الاضطرابات الجنسية النفسية, بينما يُصنِّفه الدكتور أحمد عكاشة في كتابه: الطب النفسي, ضمن اضطرابات التعبير عن الجنس.
ورأيي الشخصي الذي أنحاز إليه:
وأنا أميل إلى أن المثلية الجنسية تُعد اضطراب نفسي شائك (فقدان الهوية+ الانحطاط الأخلاقي+ الافتقار الوجداني+انتكاس فطري) ينتج عنه سلوك بيئي شاذ ومكتسب (سلوك يمكن تغييره ولا علاقة له بالعوامل البيولوجية ولا يُعقل أن يكون رهينة بيئية).
تعديل الفرق بين المرض النفسي والاضطراب النفسي
وهناك فرق بين المرض النفسي و الاضطراب النفسي :
المرض النفسي: وفقًا للمؤسسة الأمريكية لعلوم النفس هو حالة صحية تتضمن تغييرات في العواطف، التفكير أو السلوك أو مزيجًا منها، ويرتبط المرض النفسي ارتباطًا وثيقًا بالضيق أو الضغط في علاقات العمل، المجتمع والعائلة.
الاضطراب النفسي: وفقًا لمقالة على ويكيبديا فهو نمط سيكولوجي أو سلوكي ينتج عن الشعور بالضيق أو العجز الذي يصيب الفرد ولا يعد جزءًا من النمو الطبيعي للمهارات العقلية أو الثقافة.
تندرج المثلية الجنسية تحت اضطرابات التعبير عن الجنس تحت بند الاضطرابات الجنسية. ومن ثم تحت تصنيف الاضطرابات النفسية.
بعض الأمراض النفسية يكون بينها وبين العوامل الوراثية علاقة وثيقة (استعداد وراثي قابل للتغير), ومن المسببات لظهورها تحت الضغوطات البيئية. بينما الاضطرابات النفسية لا علاقة لها بالعوامل الوراثية لأنها تنشأ من البيئة نفسها (مكتسبة قابلة للتغيير)
من أمثلة الأمراض النفسية: الفصام – القلق – الاكتئاب – الوسواس .
من أمثلة الاضطرابات النفسية: اضطرابات الشخصية بأنواعها – الإدمان – الاضطرابات الجنسية – اضطرابات الأكل – اضطرابات المزاج
#انتهي_التعديل
وإن تعجب السآل (طارح السؤال) بكيف تعد المثلية الجنسية اضطراب نفسي, وفي قرية كقرية قوم لوط كان جميع أهلها يعتنقون هذا السلوك؟ أهل كانت القرية بأكملها مرضى نفسيون؟!!
يمكننا أن نرد على هذه الحُجَّة بحُجَّةٍ أقوى منها, وهي حُجَّة العقل الجمعي:
العقل الجمعي هو ظاهرة نفسية, يُفترض فيها أن تصرفات الجماعة في حالة معينة تعكس سلوكًا متشابهًا. فقد تم تقديم نظرية العقل الجمعي كتفسير لظاهرة الانتحار المقلد, حيث تزيد معدلات الانتحار عقب نشر وسائل الإعلام أخبارًا عن حالات الانتحار.
والعقل الجمعي يتأثر بالمكان (طُغيان واشتهار مكان معين بسلوك معين فيتقمصه أهل هذا المكان, كمنطقة معروف أهلها بقطع الطريق والسرقة), وبالزمان (ارتباط صفات وسلوك معينة بزمن معين, كسلوك كبار السن, وسلوك المراهقين, وسلوك برج معين لمولود في شهر أو يوم معين), وبالمعلومات (تبَنِّي مجموعة لأفكار معينة تطغي على سلوكهم كالأفكار المتطرفة لجماعة معينة).
وكأن العقل الجمعي يُشير إلى نظرية القطيع الذي يتأثر بسلوك معين نتيجة الترويج له من قِبل الإعلام والجمعيات المسوقة للمثليين وكثرة تكرار فعله حتى يصبح عادة ثم تقاليد مجتمعية. فالسلوك لا يكون سلوكًا إلا إذا بدأ بفكرة ثم اعتقاد ثم عادة ثم تقليد. وإن كانت الفكرة منذ البداية مضطربة فهي ناتجة عن شخصية غير سوية.
والمثلية وإن كانت مرض أو اضطراب نفسي ناتج عنه سلوك شاذ بيئي مكتسب, فإنه ينتج أيضًا عنه ويصاحبه أمراضًا أو أعراضًا نفسية عرضية لم تقم بذاتها وإنما بتواجد المثلية الجنسية معها, وكانت المثلية الجنسية سبب ظهورها, ومن هذه الأمراض أو الأعراض على سبيل المثال لا الحصر :
القلق: يصاحب المثليين الجنسيين في الغالب قلقًا من مجتماعتهم التي ترفضهم, أو قلقًا ناتج عن الصراع النفسي الذي يدور بين نفسه وجنسه المثلي, وقلقًا من الناحية الدينية أو الأسرية أو حتى المهنية إن تم اكتشاف أمره.
الاكتئاب: يصاحب المثليين الجنسيين مرض الإكتئاب, نظرًا للضغوط التي يمرون بها, والصراع الدائم بين أنفسهم مع مصيرهم ومصير المجتمع معهم, ويأخذ هذا الاكتئباب شكل العزلة والانسحاب من المجتمع وإغلاق دائرة الأصدقاء أو التقليل من عددها, والبعد الأسري وحتى الانسحاب من العمل, وفقدان الرغبة في فعل شيء, والذي ينتهي بدوره بالانتحار, مع مراعاة التشخيص الكامل لحيثيات الانتحار من عوامل بيئية أخرى ساعدت بشكلٍ أو بآخر في نجاح فكرة الانتحار.
فالمنتحر تشبَّع بالعدوانية والكره والضغط النفسي ممن حوله حتى أسقط هؤلاء على نفسه وقرر الهروب من الحياة أو الانتهاء من ذلك الصراع, أو الانتقام من النفس المسببة لهذا الصراع.
ويقول دكتور عمرو شريف, في كتابه: (الإلحاد مشكلة نفسية): “أظهرت الإحصائيات أن نسبة من يُقدمون على الانتحار بين المثليين تبلغ نسبتها أربعة عشر ضعفًا مقارنةً بالطبيعيين”
النرجسية: يتصف بعض مثليي الجنسية بالنرجسية الدائرة حول ذاته كونه أصبح ذو سيطٍ أو أصبح يرغب به الآخرون حتى وإن كانت هذه الرغبة مفادها منفعية جنسية من نفس نوع الجنس, بل تتصف بعض النساء من مثليي الجنسية باضطراب جنسي وهو حسد القضيب, وكأنها تُشير في عمليتها الجنسية مع مثيلتها الأنثى إلى رغبة لا شعورية في السيطرة والسيادة وغيرة قضيبية من الرجل.
وقد تم دعم الصلة ما بين النرجسية والمثلية فيما بعد عبر دراسة تجريبية لروبنشتاين عام 2010، وأشارت نتائج الدراسة إلى إحراز الطلاب المثليين نتائج أعلى على مقياسين لتحديد مدى النرجسية وأقل على مقياس لتحديد مستوى تقدير الذات، وذلك بالمقارنة مع نظرائهم من المغايرين.
دور التضحية: يعيش المثليين الجنسيين دور التضحية ويسعون إلى ذلك, ليلفتوا حولهم الأنظار والاهتمام بهم من قِبَلِ الآخرين للتعاطف معهم, ومن ثم الإقرار بوجودهم وإثبات حقوقهم في المجتمع, ولزيادة المشاركين والمتضامنين معهم نحو المثلية الجنسية, بل تصل هذه التضحية إلى الإيذاء النفسي مثل الانتحار.
فقدان الثقة بالنفس: تظهر بشكلٍ واضح في فئةٍ عفا عنها الزمن كانت تُدعى “الإيمو” ويغلب عليهم سن المراهقة, ويظهر عليهم علامات الخجل والانسحاب المجتمعي ويغلب عليهم تعاطي المخدرات والكحول ويمارس بعضهم المثلية الجنسية, ويميل أغلبهم إلى أشكال مخنثة مقصودٌ منها التجرد من الهوية الذاتية والبحث عن انتماء يحتويهم لعدم اهتمام المجتمع بهم, أو لسوء في التربية وعدم احتواء الأبوين للأبناء. مما يجعلهم يشعرون أيضًا بعدم الأمان, وقد يشتاق أحدهم للشهرة وفعل أي شيء للوصول إليها للشعور بذاته.