التهاب البنكرياس الحاد  فتش عن الكحول.. والكولسترول

التهاب البنكرياس الحاد  فتش عن الكحول.. والكولسترول

كتب / زهير بن جمعه الغزال

*د.حسـام البيـن..أخصائي الباطنية بمستشفيات الحمادي:*
 
*إستئصال المرارة في اليوم الثاني أوالثالث من التهاب البنكرياس الحاد ضروري أحياناً*
 
غدة البنكرياس هي أحد الغدد الرئيسية في الجسم والتي تفرز الخمائر المساعدة للهضم بالإضافة لإفرازها للأنسولين الذي يضبط سكر الدم،ويشكل التهاب البنكرياس الحاد أحد الأمراض البطنية الحادة حيث تتظاهر بألم شديد في أعلى البطن وينتشر للظهر وكتف واحد (الأيمن عادة)أوكلا الكتفين،ويكون الألم مستمراً ثم ينتشر ويتعمم في كافة البطن،ويترافق بغثيان وإقياءات متكررة،وفي الحالات الشديدة قد تترافق الأعراض بتسرع في ضربات القلب مع هبوط وأحياناً فشل حاد في الكليتين،وهنا يقدم لنا د.حسام الدين البين (أخصائي الأمراض الباطنية بمستشفيات الحمادي بالرياض) أهم أسباب هذا الإلتهاب وعلاجه. 
*ماأهم أسباب التهاب البنكرياس الحاد؟* 
_يجيب د.البين قائلاً السبب الأول الحصيات المرارية:  وتشكل 50 % من الأسباب لالتهاب البنكرياس الحاد حيث تمر هذه الحصيات في الطرق الصفراوية وتسبب انسداداًً في مجل واتر حيث مكان تفريغ القناة البنكرياسية لمفرزاتها وقد تستطيع الحصاة المرور،لكن التخريش والوذمة الحاصلة في مجل واتر تكون سبباً لالتهاب البنكرياس الحاد نتيجة إعاقتها لتفريغ المفرزات البنكرياسية.
ويشكل تناول الكحول السبب الرئيسي الثاني لالتهاب البنكرياس الحاد حيث يسبب حوالي 20 % من الحالات.
والسبب الثالث هو عبارة عن عدة أسباب أخرى مختلفة قد تسبب التهاب البنكرياس الحاد أهمها الإرتفاع الشديد في الشحوم (الدهون)الدموية، والرض على البنكرياس(عقب حوادث السيارات مثلاً)، وكذلك بعض الأدوية، والإرتفاع الشديد في كالسيوم الدم،وفي حالات قليلة بعد اجراء منظار للأقنية الصفراويةE.R.C.P.
*وكيف يتم تشخيص المرض؟*
_يقول د.حسام الدين البين  بالإضافة للأعراض السريرية التي يشكو منها المريض فإن التحاليل الدموية تظهر إرتفاعاً في تحاليل وظائف البنكرياس في الدم والبول إلى أكثر من ثلاثة أضعاف(خاصة الأميلاز والليباز)بالإضافة إلى بعض الإضطرابات في أملاح الدم مثل نقص الكالسيوم، بالإضافة إلى بعض الإضطرابات التي تدل على شدة التهاب البنكرياس أو حدوث بعض المضاعفات له مثل الإرتفاع الشديد في كريات الدم البيضاء،والنقص في أكسجين الدم،وزيادة  البولة الدموية.
هناك أيضاً الأشعة الصوتية للبطن التي تفيد سواء في تشخيص التهاب البنكرياس الحاد(حيث تبدو البنكرياس متضخمة)أوفي كشف مسببات الإلتهاب(الحصيات في المرارة أو الطرق الصفراوية)،كما تساعد الأشعة الصوتية أيضاً في كشف بعض مضاعفات المرض مثل وجود تنخر أونزيف في البنكرياس، أووجود كيسة كاذبة حول البنكرياس أوتشكل خراج في البنكرياس،وهذه الأمور تتوضح في التصوير المقطعي للبطن.
تفيد أيضاً أشعة الصدر في كشف ما إذا كان التهاب البنكرياس قد سبب انصباباً (تجمع سائل)في غشاء الجنب المبطن للرئتين،أوسبب ذات رئة استثنائية،كذلك تفيد أشعة البطن البسيطة في كشف ما إذا سبب التهاب البنكرياس الحاد وضعفاً في حركة  الأمعاء(الخزل المعوي).
*ومامضاعفات التهاب البنكرياس الحاد؟*
_(1) حدوث تنخر في البنكرياس مسبباً مايسمى بإلتهاب البنكرياس التنخري والذي يترافق بحدوث انتان بكتيري في مكان التنخر، وعندئذ تسوء حالة المريض حيث يزداد الألم البطني وكريات الدم البيض بشكل كبير،وقد يحدث تجرثم دم وقد يحتاج الأمر لإجراء عمل جراحي لإزالة مكان التنخر في البنكرياس Surgical Debridment.
(2) تشكل الكيسة الكاذبة والتي تتظاهر بإستمرار الألم البطني وزيادة الأميلاز في الدم لفترة طويلة وقد يحدث إنتان جرثومي أونزيف في الكيسة،وقد تضغط الكيسة على الأعضاء المجاورة أو يحدث تمزق فيها،والعلاج في الحالات الأخيرة هو بإزالة الضغط داخل الكيسة بواسطة منظار البطن أوبعمل جراحي ولكن إذا لم تسبب الكيسة الكاذبة أية مشاكل فالعلاج المحافظ والمراقبة فقط هما المتبعان.
(3)التهاب بكتيري:
حيث قد تحدث خراجة في البنكرياس،أوالتهاب في الكيسة الكاذبة،أوالتهاب في الطرق الصفراوية Cholangitis أوالتهاب رئة حاد Pneumauia،وفي جميع هذه الحالات يتم إجراء مزرعة للدم أوالعينات المأخوذة من البنكرياس أو القناة الصفراوية،ثم يوضع المريض على مضادات حيوية واسعة الطيف.
(4) مضاعفات رئوية:    
وتشمل حدوث انكماس في جزء من الرئة،أوتجمع سائل في الغشاء الجنبي المبطن للرئة،أوالتهاب رئوي حاد Pneumoniaأوفشل تنفسي.
(5) فشل كلوي حاد ناجم إما عن نقصان حاد في سوائل الجسم أوتنخر في الأنابيب الكلوية.
أما العـلاج فيلخصه لنا د. البين في التالي:
 هو علاج محافظ Conservative في الحالات الغير مترافقة بمضاعفات، حيث يمنع المريض من تناول الطعام أوالسوائل عن طريق الفم حتى يخف الألم البطني وتتحسن وظائف البنكرياس، وكذلك يتم إعطاء المريض كمية كافية من السوائل والتغذية عبر الوريد بالإضافة لإعطاءه مسكنات الألم القوية وتصليح الإضطرابات في أملاح الدم والكالسيوم،أما بالنسبة للمضادات الحيوية واسعة الطيف فتعطى في حال وجود علامات على التهاب بكتيري سواء في البنكرياس أو الرئتين أو غير ذلك،كذلك يجب ضبط سكر الدم بشكل جيد والشحوم الدموية.
بالنسبة للتداخلات الجراحية فتجرى عند حدوث مضاعفات لإلتهاب البنكرياس الحاد، حيث يتم استئصال الجزء المتنخر والمصاب بالإلتهاب في البنكرياس بواسطة المنظار البطني أويتم تفريغ الكيسة الكاذبة للبنكرياس عن طريق إبرة تحت الجلد وبمساعدة الأشعة المقطعية، كما أنه في حالة كون سبب التهاب البنكرياس هو الحصيات المرارية،فيتم إجراء منظار للأقنية الصفراوية لإستئصال الحصاة السادة لمجرى الصفراء،ثم ينصح بإجراء استئصال للمرارة في اليوم الثاني أو الثالث من التهاب البنكرياس الحاد.
وفي الختام لابد من القول أن درهم وقاية خير من قنطار علاج ، حيث أن ضبط مستوى شحوم (دهون) الدم وتخفيف الوزن والإمتناع عن تناول المشروبات الكحولية، بالإضافة لإستئصال المرارة في حال وجود حصيات فيها، كل ذلك هو الأسلوب الأمثل لمنع حدوث التهاب البنكرياس الحاد.

مقالات ذات صلة

يسعدنا ويشرفنا مرورك وتعليقك