الانْتخابات التُّرْكيَّة اليوْم . وزلْزَال تُرْكِيا السِّياسيِّ . . . ! !

الانْتخابات التُّرْكيَّة اليوْم . وزلْزَال تُرْكِيا السِّياسيِّ . . . ! !

بِقَلم ؛ مُحّمد سعد عبد اَللطِيف . مِصْر –

تَتجِه أَنظَار العالم اليوْم الأحد الموافق / 14 / 5 / 2023 حَيْث يَتَوجَّه اليوْم حواليْ / 56 مِلْيون نَاخِب إِلى صَنادِيق الاقْتراع لِاخْتيار” مِن سيحْكم تُرْكِيا” . . . واخْتيار أَعضَاء مَجلِس النواب ّ. . . . أَيْن تَتجِه البوصلة عَلِي بُقعَة جُغْرافيَّة مُهمَّة فِي الصِّرَاع اَلدوْلِي الحاليِّ وَبُقعَة مُعَقدَة سِياسِيًّا “. تُرْكِيا اَلتِي تقع فِي قارتي آسْيَا وأوروبَّا ، ومتاخمة للكتلة المتجانسة لِلصِّرَاع فِي الشَّرْق اَلْأَوسط والْحَرْب الأوكْرانيَّة الرُّوسيَّة .؛ والْعضْو فِي حِلْف ” النَّاتو ” وَتقَع على أراضيهَا أهمَّ الممرَّات البحريَّة ” مضيق البقَرة ” المعْروف بِمضيق البوسْفور والدَّرْدنيل ” اَلذِي يَربُط البحْر الأسْود بِالْبَحْر المتوسِّط والْأهمِّيَّة الاسْتراتيجيَّة . لِلتِّجارة العالميَّة . وَعُضو المؤْتمر الإسْلاميِّ . وَدوَل العشْرين . . . أَنظَار العالم تَتجِه نَاحِية تُرْكِيا زِلْزَال سِياسيٍّ واهْتمام عَالَمِي بِالانْتخابات التُّرْكيَّة . تَأتِي الانْتخابات فِي الذِّكْرى المئويَّة لِتأْسِيس الدَّوْلة التُّرْكيَّة الحديثة عام /1923 بَعْد اِنهِيار الدَّوْلة العثْمانيَّة بَعْد الحرْب العالميَّة اَلأُولى . . . وَتأسِيس دَولَة علْمانيَّة على يد / مُصطَفَى كَمَال أتاتورْك . . . يُوَاجِه اَلرئِيس ” رجب أرودْغان ” تحدٍّ كبير لِلْأوَّل مَرَّة تَتَحدَّ المعارضة فِي صفٍّ وَاحِد ضِدَّ حُكُومَة حِزْب ” العدالة والتَّنْمية ” صَاحِبة مَشرُوع الإسْلام السِّياسيِّ . ومشْروع إِحيَاء التُّرَاث الإسْلاميِّ على يد اَلأَب الرُّوحيِّ لِلْحرَكة الإسْلاميَّة عام 1971/ حِزْب الرَّفَاه بقيادة ” نَجْم الدِّين أَربِكان ” . . . مُنَافسَة شَرسَة وجوٌّ دِيمقْراطيٌّ تَشهدُه البلَاد رَغْم التَّحدِّيات اَلتِي تُوَاجِه تُرْكِيا مِن جَرَّاء أَزمَة اِقْتصاديَّة كَبِيرَة ؛ وصل التَّضَخُّم حواليْ 85 % وَهبُوط اَلعُملة إِلى 64 % ، وتواجه آثار زِلْزَال فبْراير اَلمُدمر اَلذِي ضرب البلَاد . جَنُوب شَرْق تُرْكِيا وَادِي إِلى كَارِثة وَنزُوح بِشَكل كبير لَم تشْهدْه تُرْكِيا عَبْر التَّاريخ ” ، . . . المعارضة يُمَثلهَا حِزْب ” الشَّعب الجمْهوريِّ ” بِقيادة ” كَمَال أَغلُو ” البالغ مِن اَلعُمر حواليْ 75 عامًا . . . اَلكُل بدأ يَلعَب فِي الدَّعاية الانْتخابيَّة اَلوُعود . . . اَلرئِيس أرْدوغان أَصدَر قَرَار الأسْبوع الماضي بِزيادة مُرتبَات العاملين بِالدَّوْلة حواليْ 45 % وَهِي أَكبَر نِسْبَة مُنْذ قِيَام تُرْكِيا الحديثة . . . وَبدَأ اَلكُل يُغَازِل النَّاخب وَلكِن المعارضة تَلعب على مِلفَّات وَمِن أهمِّهَا الوضْع الاقْتصاديُّ وَملَف النَّازحين مِن المهاجرين السُّوريْنِ بِعوْدتهم إِلى سُورْيَا . . . وَمِن أَبرَز المؤيِّدين لِلْمعارضة وزير الخارجيَّة السَّابق ‘ أَحمَد دَاوُود أَغلُو ” . ورئيس بَلَديَّة إِسْطنْبول وَبلدِية أَنقَرة . ويواجه حِزْب العدالة والتَّنْمية تحدٍّ كبير فِي مَناطِق الزِّلْزال وَهِي اَلكُتلة الانْتخابيَّة المؤيِّدة لَهُم حَيْث يَفقِد الحزْب حواليْ ” مِلْيون نَاخِب ” نَتِيجَة نُزوحَهم . ويمثِّل لِلْأوَّل مَرَّة نِصْف عدد النَّاخبين مِن النِّسَاء والشَّباب غَيْر المعْروف بِتْواجهْتم السِّياسيَّة . . . رَغْم أنَّ صِرَاع المنافسة تنحصر بين ثَلاثَة… وَلكِن تَنحَصِر المنافسة بَيْن ؛ – أرْدوغان – وَكَمال أَغلُو . . . فالْعثْمانيُّون اَلجُدد كَانُوا لَديهِم حُلْم أجْدادهم مِن (السَّلاجقة) فِي مَشرُوع الهيْمنة وإعادة أَمجَاد الخلافة العثْمانيَّة. ،

هل سَوْف يَنْهار اَلحُلم مع خَسارَة حِزْب 《العدالة والتَّنْمية》 ، فقد نجح الحزْب فِي التَّطَلُّع إِلى وُجُود اِزْرع لَه خَارِج حُدوده فِي الجغْرافْيَا السِّياسيَّة ، وَلعِب دوْرًا بارزًا. فِي الحرَاك اَلشعْبِي فِي دُوَل “اَلربِيع العرَبيِّ “. وَكذَلِك لَديْه طَمُوح ” جِيوبولتيكي”ٍّ فِي تَأجِير مِينَاء ” سِواكنَّ ” على البحْر الأحْمر فِي “السُّودان” لِمدَّة 99 عامًا ، ويلْعب دوْرًا مُهمًّا فِي الوضْع الرَّاهن فِي غَرْب لِيبْيَا . . . وَكذَلِك الحرْب الأوكْرانيَّة الرُّوسيَّة كوسيط وَرَاع فِي تَأمِين اِتِّفاقيَّة اَلحُبوب الغذائيَّة مِن البحْر الأسْود . . . هل سَتفقِد تُرْكِيا حُلمَهَا الجيوسياسيَّ مع رحيل حُكُومَة حِزْب العدالة والتَّنْمية . . . سَوْف تَكُون اَلكلِمة الأخيرة والْمفْصليَّة مِن يَستحْوِذ على الأغْلبيَّة في داخل الصندوق الانتخابي سَيكُون لَه اَلحُكم فِي تُرْكِيا الحديثة . . . ! !

” مُحمَّد سَعْد عَبْد اَللطِيف ” كَاتِب مِصْرِي وَباحِث فِي الجيوسياسيَّة ” ” ” ” “

يسعدنا ويشرفنا مرورك وتعليقك