ابنة الأوبرا سارة جمال تحلق في سماء الطرب الأصيل

ابنة الأوبرا سارة جمال تحلق في سماء الطرب الأصيل

كتب : محمد الصباغ

صوت غني يجمع متناقضات قلما تجتمع، فيه نعومة ورقة أصوات مثل نجاة وأنغام، وبالوقت نفسه فيه رنين يشبه أصوات مثل وردة الجزائرية وميادة الحناوي… امتزج في حنجرتها هذا وذاك، فأنتجا وقودا طربيا يحرك المطربة سارة جمال.

بحجابها يمكن أن تراها وتسمعها في ساقية الصاوي ودار الأوبرا وسائر المراكز الفنية القاهرية التي تحتفي بالموهبة والفن الخالص، حتى ولو كان صاحب هذه الموهبة ليس من نجوم الصف الأول.

سارة جمال لازالت في بداياتها، الفن هو الأساس بالنسبة لها، رفضت خلع الحجاب وهي تغني، فهي تريد أن يركز الجمهور مع صوتها فقط، وترى أن التعارض بين الحجاب والغناء مسألة مختلقة، هكذا حكت لنا.

وعن بداياتها قالت إنها منذ طفولتها تغني حين كان عمرها 6 سنوات، فالمسألة محض موهبة وشغف، ولم تتدرب على يد أحد، وشاركت في حفلات المدرسة والجامعة، حتى أتت الفرصة، حين أعلن المستشار تركي آل الشيخ عن مسابقة في الغناء على مستوى العالم العربي.

شاركت سارة في المسابقة التي كانت عبر الإنترنت، وكانت هذه أول مرة تدخل فيها استوديو، حيث أعدت أول تسجيل، وأرسلته إلى المسابقة، وهذا التسجيل الجاهز أغراها لأن تطرحه على الجمهور مباشرة لتستقبل تفاعله بلا وسيط. طرحت سارة التسجيل عبر فيس بوك ويوتيوب، وتفاجأت بردود الأفعال الإيجابية، فأعدت صفحة على فيس بوك وصل عدد متابعيها إلى 35 ألف متابع حتى الآن، وشاركت بعدها في حفلات كثيرة بدار الأوبرا وساقية الصاوي وقصور الثقافة، و شاركت في فرق النهر الفراتي، جراما فن، درامرز تيم ، فويس.

سارة ترى أن الصوت الأقرب لأدائها هو صوت النجمة آمال ماهر، وتحب جنات وكارمن سليمان، ومن الراحلين نجاة ووردة. تذوب في شرقية الموسيقار عزيز الشافعي وتتمنى لو أن يلحن لها، وكذلك تحب الموسيقار عمرو الشاذلي، وتود أيضا لو يلحن لها، لكنها كانت تتمنى لو التقت الموسيقار الراحل عمار الشريعي، فهو الأعظم بالنسبة لها.

بالنسبة للكتاب تحب سارة كثيرين، ولكن من الشعراء المعاصرين تتمنى لو غنت من كلمات نقيب الموسيقيين مصطفى كامل، معتبرة أن الكثير من أجمل الأغنيات التي غناها كبار المطربين الحاليين كهاني شاكر ومحمد فؤاد كانت من كلماته.

تقضي سارة وقتها دائما بين الغناء، فإن أرادت أن تمهل حنجرتها وأحبالها فسحة للراحة تتجه لممارسة الرياضة، أو للرسم، هكذا يومها تقضيه بين ما ينمي حسها الفني، وبين ما يحافظ على جسدها، هذا الوعاء الذي يحتضن صوتها، ويقيمه على قدمين، في انتظار تألق وازدهار تسعى إليه بقلبها وعقلها معًا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *