مدبولي عتمان يكتب.. ماذا بينك وبين الله؟
” ماذا بينك وبين الله لكي يتألم من أجلك كل هؤلاء ..؟ يحكى أن رجلا سقط على كتفه فشعر 100 مليون بالألم ” . نشرت هذه الكلمات المعبرة إحدى تلامذتي في صفحتها على الفيس مع صورة للنجم المصري العالمي محمد صلاح لحظة سقوطة على أرض الملعب بعد تعرضه للكسر المتعمد من جانب اللاعب راموس في نهائى دورى أبطال أوروبا،. وتعمد راموس إرتكاب هذا الجرم أكده خبراء في لعبة الجودو ، وقالوا أنه إستخدم حركة ألغيت لخطورتها من البطولات الدولية لرياضة الجودو وتحمل إسم “واكي جاتاميه” لإصابة صلاح .
وأزيد على تلميذتي بان ملايين العرب والملايين حول العالم من محبي صلاح شاركوا المصريين في الحزن عليه ويشهد بذلك صدمة وبكاء مشجعي نادي ليفربول الإنجليزي في مدرجات المباراة . ولم يكتفوا بالمشاعر بل بادروا بإطلاق حملة حول العالم لمطالبة الإتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” والإتحاد الأوروبي لكرة القدم “يويفا” لمعاقبة الإسباني راموس لمخالفتة قواعد اللعب النظيف . ولقيت الحملة صدى عالمي كبيرً وتجاوز عدد الموقعين الـ 400 ألف شخص خلال 3 ايام . ويشهد بهذا الحب أيضا ملايين الرسائل التي وصلت لراموس عبر حساباته على مواقع التواصل توبخه على فعلته مما إضطره لتوجيه رسالة مواساة لصلاح ، وقال في تغريدة على “تويتر”: ” كرة القدم تظهر أحيانا جانبها السيء وأحيانا جانبها الجيد.. قبل كل شيء نحن زميلان محترفان ،أتمنى لك الشفاء العاجل، المستقبل في إنتظارك” ، ولكن كبريائه منعه من الإعتذار.
قال موقع ” سبونتك ” الروسي : اللاعب المصري نال محبة الجماهير المصرية والعربية والعالمية لأدائه الجميل بالملاعب بالإضافة لتواضعه وشخصيته القوية. ولكن تلميذتي الصغيرة والواعية أرجعت شعبيته الواسعة لتجارته الرابحة مع الله ، وأتفق معها ويشهد على ذلك أعماله الخيرية داخل مصر وخارجها والتي يحرص أن تتم بعيدا عن الأضواء لتكون خالصة لوجه الله .
حقق صلاح ابن قرية نجريج محافظة الغربية كل هذه الإنجازات قبل أن يكمل 26 عاما من عمره فهو من مواليد 15 يونيو 1992 ، مما يؤكد ان هناك ” خبيئة ” بينه وبين الله سبحانه وتعالى أكسبته محبة الله فحبب فيه خلقه من العرب والعجم. يقول رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الحديث الذي صححه الألباني: “مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَكُونَ لَهُ خَبِيءٌ مِنْ عَمَلٍ صَالِحٍ فَلْيَفْعَلْ “. والمقصود بـ”خبئ من عمل صالح”: الأعمال الخفيّة التي لا يطّلع عليها أحد من الناس، خالية من الرياء ، خالصة لله تبارك وتعالى.
وهنا يجب ان يتوقف كل فرد منا وقفة صدق مع نفسه ،خاصة ونحن في الشهر الفضيل، ويتساءل عن ماذا بينه وبين ربه . فإن وجد خيرا فليحمد الله ويسعى للزيادة وان وجد غير ذلك وأعتقد ان غالبينا سيكون من الصنف الثاني فعلينا المبادرة بإصلاح احوالنا . ولا ينبغي أن يدفعنا تقصيرنا إلى اليأس ، وعلينا أن نتفهم جيدا مقولة الإمام الشافعي رضي الله عنه: “سيروا إلى الله عرجاً ومكاسير ولا تنتظروا الصحة فإن إنتظار الصحة بطالة “. أي لا تنتظر أن تأتي الفرصة لتقبل على الله، فكلما حصلت في قلبك رغبة في الإقبال على الله أقبل عليه سبحانه مباشرة ولا تتأخر .
Aboalaa_n@yahoo.com