كرنفالات ثقافية وترفيهية في متنزه عين نجم بالإحساء
الإحساء
زهير بن جمعه الغزال
وسط كرنفالات ثقافية وترفيهية متنوعة، ولمدة 30 يوماً، يتوهج متنزه عين نجم في مدينة المبرز التابعة لمحافظة الأحساء، في استضافة حزمة من فعاليات وبرامج مهرجان “واحة الأحساء”، بتنظيم من محافظة الأحساء، والهيئة العامة للتراث، وأمانة الأحساء، وذلك تزامنًا مع مونديال كأس العالم 2022 في قطر حالياً، والاستفادة من المتنزه في التسويق لواحة الأحساء تاريخيًا وسياحيًا.
عملت الهيئة العامة للتراث، وبدعم ومتابعة من صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن طلال بن بدر محافظ الأحساء، على تفعيل متنزه عين نجم في الأحساء، كموقع تراث ثقافي، جاهز للزيارة، واستقبال الزوار والسائحين والوفود السياحية، ومشجعي كأس العال، للتعرف على تفاصيل واحدة من أبرز العيون التاريخية في المملكة، وكانت مقصدًا للحجاج والمسافرين، العابرين للأحساء، وفتح أبواب العين أمام الزوار لمشاهدة حوض العين، والتنقل بين الغرف المجاورة للعين.
عملت الهيئة العامة للتراث، على إضافة عروض الضوء ثلاثية الأبعاد، المتنوعة على السور الخارجي للعين، وتضمنت العروض الضوئية لمسات جمالية وفنية، وأشكال عمرانية وهندسية، وزخارف لمباني تراثية في الأحساء، تحاكي الثقافة المعمارية في الأحساء بشكل خاص، والسعودية بشكل عام. واستعانت الهيئة العامة للتراث بوضع صور فوتوغرافية “قديمة” باللونين الأبيض والأسود أمام مبنى العين، لمصورين ورحالة أجانب “عالميين”، زاروا العين، والتقطوا لها صوراً تجاوز أعمار بعضها 98 عاماً.
كانت الهيئة العامة للتراث، أعادت تأهيل العين أخيراً، وأضافت لمسات جمالية فيها، ووفرت وسائل أمن وسلامة في منطقة حوض العين، وعمل ديكورات جمالية في للغرف المجاورة للحوض، وإجراء التحسينات اللازمة لمرافق العين وفق الطراز المعماري القديم.
وامتازت “عين نجم”، بمياهها الساخنة الكبريتية، ذات خصائص تميزها عن بقية العيون، وتتسم بالصفاء وشدة الحرارة، وتبلغ درجة حرارة مياه العين 40 درجة مئوية، مما جعل الناس يقصدونها للعلاج من بعض الأمراض، وخاصة أمراض الروماتيزم والمفاصل، فأسهمت في شفاء العديد منهم، وتعتبر هي الأقدم من نوعها لسياحة “الاستشفاء”، إذ كان أول إعمار للعين في سنة 1155 هجري.
وأن “عين نجم”، هي واحدة من نماذج حمامات البخار الطبيعية الوحيدة في المحافظة، وأحد محطات قوافل الحجاج المغادرين والقادمين من وإلى الأحساء منذ نشأتها، وكان لها دور تاريخي وزراعي وطبي وسياحي في الأحساء، إضافة إلى كونها البوابة الغربية التي يحط فيها المسافرون رحالهم كنقطة التقاء أو توديع أو محطة استراحة.
وأن المبنى القائم فوق العين الكبريتية من 3 غرف متصلة ببعضها البعض عن طريق أبواب صغيرة، وتمثل الغرفة فوق العين الكبريتية الغرفة المركزية والمتوسطة بين الغرفتين، ويتم الاتصال عن طريقها، وتضم الغرف جلسات للاستحمام والاستشفاء، ويحيط بالمبنى سور معدني ينخفض في المنسوب حتى مدخل العيون تحت القباب، ويتم النزول لمستوى العين الكبريتية بدرج صغير في مدخل الغرفة المركزية.
عملت الهيئة الهامة للتراث في موقع المتنزه، على تخصيص سوق “الحرفيين”، ضم حزمة كبيرة من الأركان للحرف اليدوية والصناعات التقليدية، التي تشتهر فيها الأحساء، كمدينة مبدعة في شبكة المدن العالمية المبدعة في اليونيسكو في محال الحرف اليدوية والفلكلورات الشعبية منذ عام 2015م حتى وقتنا الحالي، من بينها خياطة البشت الحساوي، والخبز الأحمر، والخوصيات، والعطورات، والنجارة، والمنسوجات، ومنتجات النخيل المختلفة، وركن تعريفي يتوسط سوق الحرفيين للقهوة السعودية، وتقديم الضيافة للزوار.
خصصت الهيئة العامة للتراث، في موقع المتنزه، ساحة مزودة بمدرجات، لاستعراض جمال الخيل العربي الأصيل، بمشاركة العديد من اسطبلات الخيل في الأحساء بالتعاون مع نادي الفروسية في الأحساء، ويتم عرض، واستعراضات مميزة لخيول، حققت جوائز ومراكز متقدمة في محافل ومسابقات لجمال الخيول العربية الأصيلة داخل وخارج المملكة، وذلك على أيدي مدربين مهرة في التعامل مع استعراضات الخيول.
وفرت الهيئة العامة للتراث مسرحًا، حمل مسمى “مسرح الخيالة”، ومن المقرر، أن يشهد المسرح مجموعة من الندوات والمحاضرات، لتقديم بعض المواد الثقافية والتراثية عن “عين نجم”، ولقاءات وحوارات مع من عاصروا العين، بالإضافة إلى بعض الأوراق والمحاضرات العلمية عن العين، والتراث والثقافة في الأحساء.
نصبت الهيئة العامة للتراث، “بيت شعر”، لاستقبال الزوار فيه، وأداء عزف الربابة داخل البيت، وفي ركن آخر يشارك مجموعة من الرسامين والرسامات في الرسم المباشر بلوحات تشكيلية مختلفة، تعبر عن عين نجم بشكل خاص، والمتنزه بشكل عام.