وعن الأستاذ الدكتور علي إبراهيم محمد كاتب المقال ،هو أستاذ أصول اللغة بجامعة الأزهر، وهو مشغول منذ زمن بعمل موسوعة تراجم وسير للمعاصرين المحدثين من اللغويين، وقد سرد هذه الترجمة في موسوعته النافعة، ولأن لي صلة قرابة بالأستاذ الدكتور أحمد مصلوح، وأعرفه عن قرب بصورة شخصية منذ زمن طويل، فقد راق لي نشر تلك السيرة المفيدة والنافعة لكل من يطلع عليها، وأحسب أنني مقلّ في حقه.
وقد قال عن الدكتور أحمد مصلوح في الموسوعه .
عرفت الزميل الصديق الحبيب الأستاذ الدكتور أحمد محمود عبد الستار مصلوح منذ التحقنا سويا بكلية اللغة العربية بالقاهرة جامعة الأزهر عام 1983/82م وتخرجنا سويا في دفعة واحدة عام 1986م عرفته مجدا مجتهدا حريصا على طلب العلم محب الخير لرفقائه.
يحدثنا الأستاذ الدكتور أحمد عن سيرته فيقول:
وُلد الأستاذ الدكتور أحمد في يوم الخميس، العشرين من شهر رمضان، سنة ألف وثلاثمائة واثنتين وثمانين من الهجرة النبوية المباركة، الموافق، الرابع عشر من شهر فبراير، سنة ألف وتسعمائة وثلاث وستين من الميلاد،في حي الساحل بمدينة القاهرة، وأصل عائلة أبيه من قرية نزالي جانوب، بمدينة القوصية، محافظة أسيوط.
انتقل مع أسرته بعد ولادته إلى مدينة شبرا الخيمة، محافظة القليوبية، وهناك كانت فترة طفولته وشبابه، حيث التحق بمدارس التربية والتعليم في المرحلة الابتدائية، وحصل على الابتدائية من مدرسة بيجام الابتدائية الجديدة، ولما كان والده يعمل مفتشاً في وزارة الأوقاف المصرية، فقد ارتأى أن يوجهه إلى التعليم الأزهري، فألحقه بمعهد شبرا الخيمة الديني، بعدما أودعه ليحفظ القرآن في كُتّاب القرية التي فيها أجداده وأخواله، وهي قرية عواجة بصعيد مصر، مركز ديروط، محافظة أسيوط، حيث كان يقضي فيها الصبي أحمد مصلوح طوال فترة الإجازة الصيفية كاملة من كل عام، فحفظ القرآن الكريم على يد ابن خال أمه الشيخ يوسف على عبد الباقي، رحمه الله تعالى، وتربى على يد جده لأمه فضيلة العارف بالله الشيخ محمد عبد العزيز علي، تغمده الله بوافر رحمته وأسكنه الفردوس الأعلى، ذلك الشيخ الجليل الذي كان مقصد أهل العلم وأهل القرآن في هذه البلاد، حيث كان رحمه الله قد أعد داراً خاصة لطلاب العلم الذين يرغبون في حفظ القرآن الكريم، يأتيه طالب العلم ليحفظ القرآن، ويتحمل الشيخ الفاضل محمد عبد العزيز عنهم كل تكاليف الحياة من مأكل ومشرب وكسوة، وغير ذلك، وكان الشيخ رحمه الله يقوم بتحفيظ القرآن الكريم لطلابه برواية حفص عن عاصم، وبقراءاته الأربع عشرة لمن أراد، لأنه درس وأتقن علم القراءات، وله فيها إجازة من الأزهر الشريف، وقد ملأ الشيخُ البلادَ حوله في زمنه علما ونورا وهداية، فصار مقصد كل أهل العلم وعامة راغبي حفظ القرآن الكريم بقراءاته، وقد حرص الحفيد الدكتور أحمد مصلوح على ملازمة شيخه وجده لأمه في فترة صباه وتربى على يديه تربية دينية وأخلاقية تركت فيه بصمة طوال حياته، حفظ فيها القرآن الكريم، وتعلم فيها الخطابة الدينية وفنونها، وحصل الدكتور مصلوح على الشهادة الإعدادية الأزهرية سنة (1978م)، وكان الأول فيها على أقرانه في المعهد، ثم عرض له في مرحلة الثانوية موقف جدير بالذكر، حيث توجه طالب الثانوي أحمد مصلوح أن ينتقل من المعهد الأزهري إلى معهد آخر، وذلك ليدرس مرحلة الثانوي بشعبة علمي رياضة التي لم تكن متوفرة في معهد شبرا الخيمة، محل دراسته الحالية، ذلك أنه يميل إلى هذا الاتجاه ويهواه، وبعدما سعى في تكميل الأوراق اللازمة لانتقاله إلى معهد آخر، وذلك بمصاحبة واحد من زملائه، ولما أنهى كافة الأوراق، وحصل على الموافقة من إدارة المعاهد الأزهرية، وتسلم الإيصال الذي يقدمه للمعهد الأول، فيأخذ به ملفه الدراسي ويحمله إلى المعهد الجديد، وفي عشية هذا اليوم تكلمت معه أمه، وسألته عن الأمر، فأخبرها بنيته في الانتقال من المعهد، وهنا تبدأ نقطة تحول جوهرية، حيث ترفض أمّه تماما هذا الأمر، وتطلب منه أن يبقى في المعهد الذي هو به على أية حال، وحاول معها محاولات عديدة، وهي تصر على موقفها، فما كان منه إلا أن ناولها الإيصال طاعة لها وبراً بها، فما كان منها إلا أن مزقت الإيصال ووضعته في سلة المهملات، إنها الأم التي لا تملك من حطام الدنيا إلا أنها تحفظ القرآن الكريم كاملا، لأنها ابنه الشيخ الجليل محمد عبد العزيز، رحمهما الله رحمة واسعة، حيث لم يكن في رأس تلك الأم إلا أن يبقى ابنها في المعهد الأزهري المعروف عنه الالتزام والانضباط، والذي كان يُلزم طلابه جميعا بالزي الأزهري التقليدي (الجبة والعمامة)، ومضى الابن على العهد حتى حصل على الشهادة الثانوية الأزهرية علمي علوم سنة (1982م) حائزا على المركز الأول أيضاً على طلاب معهد شبرا الخيمة الديني.
وشاءت إرادة الله أن يأتي له التنسيق في كلية التربية جامعة الأزهر، فأمضى أحمد مصلوح فيها أسبوعاً دراسياً وهو عنها غير راضٍ، حيث لا يمكنه أن يتخصص في الرياضيات التي يحبها، ولا في شعبة اللغة الإنجليزية، التي كانت ساعتها من متطلبات العصر، أو يلتحق بشعبة اللغة العربية التي يجد في نفسه هوى لها، ولم يكن له إلا أن يلتحق بشعبة العلوم الطبيعية (الفيزياء والكيمياء والأحياء)، الأمر الذي لا يتوجه إليه طالبنا، فطلب تحويل ملفه إلى كلية العلوم، وهناك قضى فيها أسبوعين، حتى حانت نقطة التحول الثانية، وهذه المرة من والد الطالب أحمد مصلوح، حيث نظر في أوراق المحاضرات ووجد أكثرها باللغة الإنجليزية، فقال لابنه: ما هذا يا بني؟ أنا إنما ألحقتك بالأزهر الشريف لتكون شيخا، وتدرس في كلياته الأزهرية، لابد أن تعود وتنقل أوراقك إلى واحدة من كليات الأزهرية، وأنا أختار لك كلية اللغة العربية، واحتار الابن في موقفه، حيث لم يرد في حسبانه تلك الكلية التي يوجهه بها أبوه، غير أنه وللمرة الثانية سيحمله بر الوالدين إلى ما لم يكن في خاطره، ولم يلبث الابن إلا أن استجاب لوالده براً وطاعة، وطلب تحويل أوراقه إلى حيث أراد والده، إلى كلية اللغة العربية بالقاهرة، وهنا بدأت تلكم الكلية العريقة تلامس شيئاً مدفوناً بخاطر الطالب البار بوالديه، ألا وهو حبه الشديد للنحو والعربية، حتى إن الابن بعدما قضى في الكلية أسبوعين فقط، ورأى واستمع فيها بعضاً من محاضرات العلماء الأفاضل وما تفيض به قرائح الأساتذة الكبار من أمثال الأساتذة: سعد ظلام، وطه أبو كريشة، وعلى البدري، وحامد نيل، وغريب نافع، ومحمد أبو موسى، وعبد الفتاح البركاوي، والسعيد عبادة وغيرهم، فبات الطالب أحمد مصلوح يحدّث قومه ويقول: والله لو كنت التحقتُ بكليات القمم وعرفتُ وقتها بهذه الكلية العريقة لندمتُ غاية الندم أنني لم ألتحق بها، ولا أرى في ذلك إلا أنه مردود البر والطاعة للوالدين.
أمضى الطالب أحمد مصلوح دراسته في الكلية وتخرج فيها بتقدير جيد جداً سنة (1986م)، وترتيبه الثالث على زملائه، وكان هو ثالث تسعة عيَّنتهم الكلية معيدين في هذا العام.
المؤهلات العلمية:
الإجازة العالية (الليسانس) في اللغة العربية، الشعبة العامة، بتقدير عام جيد جداً (مايو 1986م)، من كلية اللغة العربية، جامعة الأزهر، بالقاهرة.
درجة التخصص (الماجستير) بشعبة اللغويات (النحو والصرف والعروض) بتقدير ممتاز (1991م) من كلية اللغة العربية، جامعة الأزهر، بالقاهرة.
درجة العالمية (الدكتوراه) شعبة اللغويات (النحو والصرف والعروض)، بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى (1994م) من كلية اللغة العربية، جامعة الأزهر، بالقاهرة.
المؤلفات العلمية:
تحقيق كتاب (رفع الستور والأرائك عن مخبآت أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك) لعبد القادر المكي (ت: 880ه) رسالة التخصص الماجستير، بإشراف الأستاذ الدكتور إبراهيم حسن إبراهيم.
الخلاف النحوي بين البصريين والكوفيين عن الأنباري والعكبري في ضوء مؤلفاتهما، رسالة العالمية الدكتوراه. بإشراف الأستاذ الدكتور إبراهيم حسن إبراهيم.
الأسماء العاملة غير المشبهة للأفعال والحروف (بحث منشور في حولية اللغة العربية بالقاهرة، جامعة الأزهر).
الحروف غير المختصة بين الإهمال والإعمال (بحث منشور في حولية اللغة العربية بالقاهرة، جامعة الأزهر).
كشف اللثام عن (مذ، ومنذ) في الكلام.
الاستيعاب في خصائص وأحكام أم الباب.
تقسيمات الكلمة وأوهام المحدثين.
الخالفة في النحو العربي بين الرد والقبول.
الأصل المرفوض في بنية الكلمة العربية.
ما يُغتفر في النحو العربي.
التركيب في الحروف، وأثره في المعنى والإعراب.
التدرج الوظيفي:
عيّن معيداً بقسم اللغويات بكلية اللغة العربية، جامعة الأزهر، بالقاهرة، مصر. (1987- 1991م).
ثم مدرساً مساعداً بقسم اللغويات بكلية اللغة العربية، جامعة الأزهر، بالقاهرة، مصر (1991- 1994م).
ثم مدرساً (أستاذاً مساعداً) بقسم اللغويات بكلية اللغة العربية، جامعة الأزهر، بالقاهرة، مصر (1994- 1997م).
ثم أستاذاً مساعداً (أستاذاً مشاركاً) بقسم اللغة العربية بكلية الآداب، جامعة الملك عبد العزيز، بجدة، السعودية (1997- 2001م).
ثم عمل أستاذاً مشاركاً بقسم اللغة العربية بكلية الآداب، جامعة الملك عبد العزيز، بجدة، السعودية (2001- 2006م).
ثم انتقل من العمل الأكاديمي في الجامعة إلى العمل الوظيفي في إحدى المنظمات الدولية، فعمل محرراً للغة العربية بالأمانة العامة لمجموعة البنك الإسلامي للتنمية (منظمة دولية مستقلة) بمدينة جدة، بالمملكة العربية السعودية، في (8/2007- 4/2013م)
ثم عمل كبير محرري اللغة العربية (SENIOR EDITOR) في شعبة خدمات اللغة، بإدارة الأمانة العامة لمجموعة البنك الإسلامي للتنمية (4/2013م) ومازال على رأس العمل حتى تاريخه.
عمل الأستاذ الدكتور أحمد خطيبا وإمام مسجد السعادة بمدينة شبرا الخيمة، محافظة القليوبية، بمصر (1988- 1996م).
وخطيبا للجمعة بمسجد الشهيد هيثم أبو العينين بمدينة السلام، ميدان سبيكو (1996ـــ 1997م)
المرشد الأكاديمي لقسم اللغة العربية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة الملك عبد العزيز، بجدة (1999- 2006)
تأسيس وإنشاء قسم الدراسات العليا في اللغة العربية، بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، ووضح خطط مناهجه، وجداول الدراسة، وغير ذلك.
عمل أستاذاً مشاركاً للدراسات العليا ومنسق آليات القبول بها في قسم اللغة العربية، كلية الآداب، جامعة الملك عبد العزيز (2002- 2006م).
الإشراف العلمي على خمس رسائل علمية لمرحلة التخصص، الماجستير، بقسم للغة العربية، كلية الآداب، جامعة الملك عبد العزيز، إشرافاً مباشراً على وغير مباشر، وعنوانها:
الدلائل النحوية والاعتماد عليها، للطالبة هدي البطاطي، تمت مناقشتها في (2005م).
معمول القول في التراكيب، صوره وأحكامه، للكاتب سعد السعدان، وقد تمت مناقشتها في (2005م).
المشاركة في مناقشة رسالة الدكتوراة بعنوان: (ضعف العامل النحوي، أسبابه وآثاره)، للطالبة: وداد بنت أحمد القحطاني، في كلية اللغة العربية، جامعة أم القرى، بمكة المكرمة. (1426هـ، 2006م).
محاضرة طلاب الدراسات العليا والدراسات العالية، في برنامج مجمع البحوث والتدريب الخيري بدولة نيجيريا، من خلال الشبكة العنكبوتية، أسبوعياً بصورة منتظمة (عمل خيري).
المؤلفات التعليمية المنهجية:
نزهة الطلاب في سؤال وجواب (الجزء الأول، والخامس).
دليل التفوق التام في توضيح ابن هشام.
الجداول الوافية في العروض والقافية.
القطوف الدانية في العروض والقافية.
مؤلفات أخرى:
الظل والحرور من الموت إلى القبور، دار التقوى بشبرا الخيمة، الطبعة الأولى، 1998م.
صرخة حزينة لئلا تغرق السفينة، دار التقوى بشبرا الخيمة، الطبعة الأولى، 2000م.
معراج القبول في محبة الرسول، دار التقوى بشبرا الخيمة، الطبعة الأولى، 2002م.
مقالات:
عشر مقالات منشورة في جريدة (المدينة) السعودية، تحت عنوان: (لغتنا الجميلة).
مقال بجريدة (عكاظ) عن جماليات اللغة العربية.
مقال بجريدة (أخبار الجامعة) بجامعة الملك عبد العزيز بجدة، تحت عنوان: (الساخرون من لغتهم).
ندوات ولقاءات:
ندوة في قاعة الندوات بكلية الآداب، جامعة الملك عبد العزيز، تحت رعاية النادي الأدبي، بعنوان: (لغتنا العربية والساخرون منها).
ندوة بمقر الإدارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة نجران التعليمية، بمدينة نجران، وإلقاء محاضرة بعنوان: (لغتنا الجميلة).
ندوة في مدرسة أبي الدرداء المتوسطة، بمدينة نجران، وإلقاء محاضرة بعنوان: (هموم طالب علم).