حالة من الحزن الشديد خيمت على أركان جمعية النور والامل وتحديدا معهد الموسيقى واوركسترا الجمعية التي كانت تتولى رئاسته الراحلة السيدة امال فكري ، والتي كانت تلقب بآلام الحنون لفتيات اوركسترا النور والامل ، رحلت امال فكري في صمت ، رحيل هادئ أصاب كل من حولها ومن يعرفها بالصدمه ، توقفت الآلات الموسيقية عن العزف حزنا والما على فراقها، فكانت الام والمعلمة والاخت والصديقه لكل الفتيات ولكل من يعملون بالجمعية ومعهد الموسيقى .
بدأت السيدة آمال محمد أمين فكري
الاهتمام بالعمل المجتمعي والإنساني منذ أكثر من 50 عاما بدافع من شغفها لخدمة الفئات المهمشة والأقل حظا وإيمانا منها بأن كل إنسان قادر على المشاركة في تقدم ورقي المجتمع وحق كل إنسان في أن يحيا حياة كريمة تصون كرامته الإنسانية. ولتحقيق حلمها وإرضاء شغفها في مجال العمل المجتمعي والإنساني، انضمت إلى جمعية النور والأمل لرعاية الكفيفات في عام 1969 كمتطوعة، وتم انتخابها عضوة في مجلس إدارة الجمعية في عام 1971 حيث تولت الشئون الخارجية للجمعية.
استطاعت في فترة قصيرة تحقيق العديد من الإنجازات للجمعية ولمعهد الموسيقى التابع لها، نذكر منها على سبيل المثال أنه عند انضمامها للجمعية بدأت بحملة لجمع التبرعات لصالح الجمعية وذلك لتوفير آلات موسيقية عالية الجودة للعازفات والتي تم شراؤها من إنجلترا وألمانيا. كما أدت الجهود المستمرة والدؤوبة لها إلى تخصيص قطعة أرض في مدينة نصر بالقاهرة للجمعية وذلك في بداية التسعينات لتمكين الجمعية من التوسع وإدخال أنشطة جديدة.
كما كرست جهودها لتحديث معهد الموسيقى ووضعت نصب عينيها حلم تحقيق الشهرة العالمية للأوركسترا. فترأست معهد الموسيقى الذي يعتبر المنارة الحقيقية للجمعية على المستويين المحلي والخارجي وفي العالمين العربي والغربي، ذلك لأن المعهد لديه الأوركسترا الوحيد في العالم المكون بالكامل من مكفوفي البصر الذين يعزفون دون قراءة النوتة الموسيقية بطريقة برايل ودون الاعتماد على عصا المايسترو.
وفي هذا الإطار استطاعت الحصول على أكثر من 30 دعوة للأوركسترا للسفر إلى الخارج ونظمت كل تلك الرحلات الناجحة بعد أن نجحت في تدبير التمويل اللازم لها ، وحتى اليوم، قدم الأوركسترا عروضه في 5 قارات و27 دولة في 60 عاصمة ومدينة.
وتم تكريم الراحلة آمال فكرى في مناسبات عديدة وحصلت على كثير من شهادات التقدير من منظمات حكومية وغير حكومية – مصرية وغير مصرية – عرفاناً بجهودها المتواصلة في مجال العمل المجتمعي.
وتوج هذا التقدير في يوم 21 مارس 2018 – يوم عيد الأم واحتفالية المرأة المصرية – بتكريم فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي لها كنموذج مشرف ومتميز للمرأة المصرية ورائدة في مجال العمل المجتمعي والإنساني وتقديرا لجهودها المبذولة في رعايتها القلبية لأوركسترا النور والأمل على مدى عقود عديدة.
كما انها نجحت على مدار السنوات الماضية في تطوير معهد الموسيقى من نشاط بسيط كان يضم في البداية 15 عازفة كفيفة إلى مؤسسة ضخمة ترعى وتعلم أكثر من 100 فتاة وسيدة كفيفة.
وفي النهاية ..
أمال فكرى هي الأم الحقيقية لبنات اوركسترا النور و الأمل للكفيفات على مدى خمس أجيال والتي كانت تقوم برعايتهن فنيا و إنسانيا هم وا بنائهن و أسرهن من خلال توفير كل احتياجاتهم حتى رعاية أطفالهن خلال بروفات الاوركسترا بتوفير جليسه لهن في الجمعية .