يعتبر تعامد الشمس علي معبد ابو سمبل ظاهرة فريدة جدًا من نوعها تدل علي مدي براعة المصري القديم في مجال الفلك والعمارة وهي “ظاهرة تعامد الشمس علي وجه الملك رمسيس الثاني بمعبد أبو سمبل بأسوان”….
التعامد بأبو سمبل كان يحدث يومي 21 أكتوبر و21 فبراير من كل عام وبعد نقل المعبد على تل ارتفاعه 66 متر، تأخرت الظاهرة 24 ساعة لتصبح 22 أكتوبر و22 فبراير من كل عام، حيث تخترق أشعة الشمس الممر الأمامى لمدخل معبد رمسيس الثانى بطول 60 متر حتى تصل إلى قدس الأقداس الذى يضم منصة تشمل تمثال الملك رمسيس الثانى جالسًا وبجواره تمثال الإله رع حور آختى والذي يحمل على رأسه قرص الشمس وثعبان أزوريوس والإله آمون إله الشمس والريح والخصوبة بينما يظل تمثال الإله “بتاح” في ظلام لأن قدماء المصريين كانوا يعتبرونه “إله الظلام”.
تستغرق هذه الظاهرة 20 دقيقة وقد تصل إلى 25 دقيقة، وترجع أسباب حدوث تلك الظاهرة إلي تصميم المصريين للمعبد بناءً على حركة الفلك لتحديد بدء الموسم الزراعة والآخر لبدء موسم الحصاد أو أن هذين اليومين يتزامنان مع يوم مولد الملك رمسيس الثانى ويوم جلوسه على العرش.
تم اكتشاف هذه الظاهرة فى عام 1874، عندما رصدت المستكشفة “إميليا إدوارذ” والفريق المرافق لها هذه الظاهرة وتسجيلها فى كتابها المنشور عام 1899 بعنوان “ألف ميل فوق النيل”.
تبقى المعجزة فى أن يومي تعامد الشمس مختاراين ومحددين قبل البدء في عملية النحت، وهذا يدل علي أن المصري القديم كان علي علم تام بأصول علم الفلك وحسابات كثيرة لتحديد زاوية الانحراف لمحور المعبد عن الشرق بجانب المعجزة فى المعمار بأن يكون المحور مستقيم لمسافة أكثر من ستين متراً ولا سيما أن المعبد منحوت فى الصخر.
وأيضًا استطاع فريقًا من المهندسين المعماريين والأثريين فى المتحف المصرى الكبير قاموا بمحاكاة هذه الظاهرة وإقامة تمثال الملك رمسيس الثانى فى البهو العظيم بالمتحف فى زاوية من خلالها تشرق الشمس وتتعامد على وجه الملك يوم 21 فبراير و21 أكتوبر من كل عام وذلك منذ تطبيق الفكرة عام 2021، وهذا يدل علي عظمة المصريين في الحاضر والماضي.