النجاح ليس بالحظ .. المنتخب المغربي قصة إنتصار فى مونديال ٢٠٢٢
د. هويدا عزت كاتبة وباحثة في العلوم الإدارية وفلسفة الإدارة
لستُ متابعة جيدة لكرة القدم بشكل عام، ولكن مباريات كأس العالم ٢٠٢٢ المقامة حَاليًا بدولة قطر، جذبتني لمتابعة بعض المباريات، نظرًا لما شاهدناه من مفاجأة غير متوقعة، خَاصَّة مع ما حققه المُنتخب المغربي من إنجازات أثارت انتباه واحترام الجميع في جميع أنحاء العالم.
فقد أصبح المنتخب المغربي أول فريق عربي وإفريقي يصل للدور قبل النهائي في كأس العالم، وأن يقدم صورة رائعة لكرة القدم إشادات بها جميع وسائل الإعلام العالمية.
فقد قالت صحيفة “Daily Mail” البريطانية “إن حلم مُنتخب المغرب بالتتويج بكأس العالم انتهى، رغم المحاولات الشجاعة التي قام بها نجومه للفوز على حامل اللقب، يا له من كأس عالم قدمه لنا هذا الفريق لقد حقق مجدًا حتى حينما تعرض لتلك الخسارة”.
كما عنونت صحيفة “La Gazzetta dello Sport” الإيطالية على موقعها الإلكتروني الرسمي “فرنسا في النهائي لكن التصفيق والتحية يذهبان للمغرب”، وأشارت الصحيفة إلى أن مُنتخبي فرنسا والأرجنتين سوف يبحثان عن اللقب الثالث في كأس العالم، لكن أفضل قصة في المونديال كتبها المنتخب المغربي.
أما شبكة “CNN” الإخبارية الأميركية، فقدمت تقريرًا حول ما حققه المُنتخب المغرب الوصول إلى المربع نصف نهائي كأس العالم، حيث تساءلت الشبكة “كيف وصل مُنتخب المغرب إلى المربع الذهبي في البطولة الأكثر شُهرة في كرة القدم العالمية؟”.
وأوضح تقرير نشرته “CNN” أن أحد أسباب نجاح المُنتخب المغربي يُنسب إلى وليد الركراكي المدير الفني للمنتخب المغربي الذي حقق صورة جيدة للمدرب، وقاده فريقه إلى المربع الذهبي.
واختتمت شبكة “CNN” تقريرها بالقول “قد يكون نجاح المغرب في كأس العالم أفضل قصة حتى الآن، لكنه ليس نتيجة الحظ، بل الخبرة والتخطيط”.
وفي وقت سابق، قررت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم إقالة المدرب البوسني وحيد خليلوزيتش قبل ثلاثة أشهر من نهائيات كأس العالم، بعد أن قاد الفريق إلى التأهل لهذه المرحلة، ليحل محله وليد الركراكي.
وعن كلمة السر في نجاح الركراكي مع المُنتخب المغربي، قال هشام زاهد اللاعب المغربي السابق والمدير الفني الحالي لفريق الشمال القطري، في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية عن مشوار المُنتخب المغربي في المونديال، “سر نجاح وليد الركراكي في قيادة الفريق لإنجاز هائل سطر اسمه بأحرف من ذهب، أنه نجح في تجميع الفريق الأكثر تنوعًا في كأس العالم؛ فمن 26 لاعبًا ولد منهم 14 لاعبًا خارج المغرب في 6 بلدان مختلفة، ونجح في دمج المجموعة بسلاسة في وحدة مُتماسكة”.
ومن خلال علاقة الركراكي الجيدة مع اللاعبين وقُربه منهم، فنجح في كسر حاجز الخوف بينه وبين اللاعبين، ومدهم بالحماس والرغبة والقتالية، وروحه في المباراة وكأنه هو الذي يلعب، خلق لدى الفريق روحا أسرية كأنهم عائلة وحده لهم هدف مُشترك.
وأضاف زاهد أن الدور الذي لعبه وليد الركراكي، من حيث الإعداد الذهني والتكتيكي وضع توليفة جيدة من اللاعبين مع نمط تكتيكي نجح فيه بجدارة.
ولم يتوقف الكراكي عن دعم فريقه وتحفيزهم ففي تصريح له حول الإنجاز التاريخي الذي حققه المُنتخب المغربي في كأس العالم 2022، نشره موقع البطولة المغربي قال الكراكي: “لم أفعل شيئًا، لاعبو المغرب وحدهم يستحقون الإشادة”.
وأصبحت صور مدرب المُنتخب المغربي وليد الركراكي، ولاعبوه وهم يرفعونه ببهجة في الهواء، واللاعبين وهم يسجدون على أرضية الملعب، من أقوى مشاهد البطولة.
ومع قرب انتهاء بطولة كأس العالم ٢٠٢٢، تبقى قصة كل بطولة، تتناقلها الأجيال من جيل إلى جيل، ويُسطرها التاريخ؛ ولنتأكد أن النجاح لا يأتي بالحظ ولكن بالعمل والاجتهاد والتوفيق.